30 يونيو: يوم إنقاذ الوطن وثورة الضمير الحية

رفض الشعب المصري للنموذج الفاشي للإخوان

في 30 يونيو 2013، كانت التجربة بالنسبة لي تمثل أكثر من مجرد مشاركة في مظاهرة شعبية ضد جماعة فاشية. كانت بمثابة صرخة مدوية في وجه حكم جماعة الإخوان الإرهابية، التي سعت لتغيير الهوية المصرية. لقد وضعت الجماعة شروطًا صارمة للانتماء إليها والانخراط معها، مما دفعني، كغيري من المواطنين، للانضمام إلى ثورة الإنقاذ. كنت قد خضت تجربة صعبة مع الجماعة خلال تواجدي في الخارج، وعندما قررت المشاركة في الاحتجاجات، كانت لدي قناعة بأن الشعب المصري يرفض هذا النموذج الفاشي. انطلقنا من نقابة الصحفيين نحو قصر الاتحادية، حيث اتفق معظم المشاركين على أن وجهتنا يجب أن تكون هناك، في رمز واضح للرفض.

مقاومة الفاشية والإرهاب

تحركنا جميعًا وفي قلبي شعور بالمسؤولية الوطنية. وكنت مع زملائي، ونمضي نحو الاتحادية وسط هتافات الجماهير التي كانت متعطشة للتغيير. تتزايد أعداد المشاركين من مختلف مناطق مصر، حيث باتت الشوارع تعج بالناس كما شهدت من قبل في جنازة الرئيس الراحل عبد الناصر. تربع على عرش هتافات تلك المسيرة صور عبد الفتاح السيسي، حيث كان يظهر كرمز للتغيير. وسط حرارة الجو، لم أشعر بالتعب لأن مهمتنا كانت واضحة: إنقاذ الوطن. تجمعت حشود المتظاهرين أنا وأصدقائي، وسط أصوات زغاريد النساء التي كانت تعبر عن الأمل في العودة إلى وطن قوي. كنا نقترب من قصر الاتحادية، ترافقنا هتافات بحجم «ارحل يا مرسي»، حيث اجتمع الملايين في مكان واحد، رافعين صور السيسي، مما يعكس استياء الجمهور من حكم الإخوان.

ذكرتني تلك الجمعة بمآسي عام حكم الجماعة، فقد كان هناك استشهاد لجنود مصريين وتهديدات متزايدة لهوية الوطن، الأمر الذي زاد من عزيمتنا على المقاومة. مظاهرات 30 يونيو كانت محفزًا لحركة وطنية عظيمة، حيث تذكرنا بلغتنا العربية وهويتنا. بدت الصورة مظلمة عندما استعدت في ذهني كيف انتعشت الجماعات المتطرفة تحت حكمهم. مع اقتراب الساعة من إعلان وزير الدفاع، شعرت بأن الفجر الجديد قادم لا محالة. على مدار 12 عامًا منذ ذلك اليوم، لو عادت بي الأيام، كنت سأساهم مجددًا في طريقة استعادة وطن متعافي من الفاشي، لأن مصر أكبر وأعظم من أن تُحكم من قبل جماعات لا تعرف للأوطان معنى.