كمين خان يونس: الأكثر تعقيداً منذ بداية الحرب

كمين كتائب القسام المعقد في خان يونس

وصف الخبير العسكري اللواء فايز الدويري الكمين الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- في خان يونس بأنه واحد من أكثر الكمائن تعقيدًا ومهنية منذ بدء النزاع. وأوضح الدويري أن هذا الكمين تم التخطيط له بشكل معقد وعبر ثلاث مراحل، بدءًا من استهداف ناقلة جند إسرائيلية أولى، ثم الثانية، وانتهى باستدراج قوة الإنقاذ التي فشلت في تنفيذ مهمتها.

الكمين المتقن لكتائب القسام

في وقت سابق، أصدرت كتائب القسام صورة لناقلة الجند الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم، والذي أسفر عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين. وأكدت القسام أنها نجحت يوم الثلاثاء في تدمير ناقلة الجند بواسطة عبوة “شواظ” التي وُضعت في قمرة القيادة، مما أدى إلى احتراق الناقلة وطاقمها في خان يونس. كما استهدفت كتائب القسام ناقلة جند إسرائيلية ثانية خلال نفس الكمين باستخدام عبوة “العمل الفدائي” بالقرب من أحد المساجد في منطقة معن جنوبي خان يونس.

وأشار الدويري إلى أن تلك الكمائن قد تدرس في أبرز الأكاديميات العسكرية العالمية كنموذج يُحتذى به في كيفية تنفيذ الكمائن بطريقة مثالية. وأعرب عن اعتقاده بأن المحللين العسكريين يقفون في حيرة أمام الدقة والتفاصيل المذهلة لهذا الكمين، مشيدًا بكفاءة المقاومة في إدارة المعركة الدفاعية مقابل الفشل المستمر لجيش الاحتلال في مواجهة التكتيكات المستخدمة.

وخلص الدويري إلى وجود إخفاقات كبيرة في عمليات جيش الاحتلال خلال المواجهات مع المقاومة، رغم الخراب والقتل المستمر الذي تتعرض له مناطق قطاع غزة. كما أضاف أن كتائب القسام رصدت وجود طائرات مروحية إسرائيلية في أعقاب الكمين لإجلاء القتلى والجرحى، في عملية استمرت لفترة زمنية طويلة.

من ناحية أخرى، وصف متحدث باسم جيش الاحتلال صباح هذا اليوم بأنه صعب على جميع الإسرائيليين، بعد أن سقط سبعة عسكريين في المعارك التي دارت جنوبي القطاع. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن جهود الإنقاذ لم تتمكن من إخماد النيران المشتعلة في الناقلة إلا بعد سحبها إلى داخل إسرائيل، بينما استغرق التعرف على هوية الجنود القتلى ساعات بسبب احتراق الناقلة. كما اعتبرت صحيفة يسرائيل هيوم أن أحداث خان يونس تعد من أقسى ما واجه الجيش خلال الأشهر الأخيرة.