إيران استفادت من تجارب سابقة، وخاصة تلك التي حدثت مع الدول العربية، وتعاملت مع عدوها بنفس القوة التي واجهت بها الضغوط. لكنها، في الوقت نفسه، تحتاج إلى تهدئة ووقف إطلاق النار، كما يحتاج العدو، بل ربما أكثر، لاستعادة توازنها واستجماع قواها. ونجاح إيران في احتواء الاختراق الأمني لا يعني أن الخطر قد زال، إذ لا يزال الغموض يحيط بحجم هذا الاختراق.
هذا الكلام ليس دعماً إيرانياً، بل هو “نقطة نظام” لكلا الطرفين. فإيران بحاجة للتفكير العميق في مواقفها، وأما الأصوات التي تطالبها بالتخلي عن غزّة، فهي تحاول التغطية على تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية. إذا كان الخيار بين قبول إيران لوقف إطلاق النار أو الاستنزاف والانهيار، فإن بقاء إيران هو الخيار الأكثر أماناً. وعلى جانب آخر، إذا كانت إيران تتمتع بالقدرة على الاستمرار برفع سقف مطالبها، وربط التهدئة في غزّة بتهدئتها الخاصة، فإن فشلها في ذلك سيكون له تداعيات سلبية على رصيدها.
قد تكون هناك استراتيجية تكتيكية تتمثل في موافقة إيران على وقف إطلاق النار، مع إدراكها أن هذا القرار لن يدوم طويلاً. قد يكون الهدف هو قطع الطريق على من يتهمها بالتسبب في التصعيد، بينما في الواقع تبقى فلسطين وغزّة هما الأولوية الكبرى.
وفي هذه اللحظة، يجب أن نترحم على الشهداء، مثل البطل يحيى السنوار الذي أظهر شجاعة كبيرة، ونبدي إعجاباً بمواقف القادة، مثل حسن نصر الله، الذي أصر على فكرة “وحدة الساحات”. إن إخواننا في اليمن يمثلون هدية إلهية لأهل غزّة.
بالنهاية، تبقى فلسطين وغزّة هما الأولوية حتى يأتي الوقت للتفكير في الأمور الأخرى.
بعد الحرب على إيران.. ماذا عن غزّة؟
في ختام هذا الموضوع، نستطيع القول بأن فلسطين وغزّة يبقيان في صميم الاهتمامات العربية والإسلامية، حيث يجب أن تظل البوصلة مستمرة نحو دعم المقاومة والحقوق الفلسطينية.
ما بعد الحرب على إيران وأثره على غزّة
إن القضية الفلسطينية ستظل تمثل جوهر الصراع في المنطقة، وتبقى غزّة تحتل مكانة مهمة في تلك المعادلة. وهذا يتطلب من الجميع الوحدة والتركيز على دعم المقاومة، مهما كانت الظروف المحيطة.
تعليقات