فاز المرشح اليساري زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك، في حدث اعترف به منافسه الرئيسي، حاكم الولاية السابق أندرو كومو، قبل الانتهاء من مرحلة فرز الأصوات، حيث قال أمام أنصاره: “لم تكن هذه الليلة لنا.. زهران ممداني هو الفائز”. وقد استطاع ممداني الاستعانة بجيش من المتطوعين الشباب من خلال حملة موجهة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعهد بتقليل تكاليف المعيشة المرتفعة عبر توفير حافلات مجانية ورياض أطفال، فضلاً عن منع زيادة إيجارات المنازل في المدينة، التي تصل فيها أسعار الشقق المكونة من ثلاث غرف إلى 6 آلاف دولار شهرياً.
ويشير المراقبون إلى أن فوز ممداني في واحدة من أكبر المدن العالمية يعد مؤشراً واضحاً على تحول في المزاج العام، إذ أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع التعاطف مع إسرائيل إلى أدنى مستوياته تاريخياً، وارتفاع التأييد للقضية الفلسطينية إلى أعلى مستوياته منذ عام 2001، وفقاً لما ورد في مقال رأي بجريدة هآرتس. خلال عامه الأخير في الجامعة، دعا ممداني إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية والثقافية الإسرائيلية، وأثار موجة من الغضب لدى رئيس الجامعة من خلال مقال طالب فيه بقطع العلاقات مع إسرائيل.
مع اشتعال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وجه ممداني انتقادات حادة لإسرائيل في 8 أكتوبر 2023، مبرزاً أن “إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب وقطع الكهرباء عن غزة، بالإضافة إلى دعوات أعضاء الكنيست لذكريات جديدة من النكبة، ستؤدي حتماً إلى مزيد من العنف والمعاناة”. ممداني لا يتردد في إظهار دعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها.
بعد تخرجه من ثانوية برونكس للعلوم، درس ممداني، الذي يتحدث الإسبانية جنبًا إلى جنب مع الإنجليزية، بقسم الدراسات الإفريقية في جامعة بودوين في ولاية مين، وأسس جمعية “الطلاب الداعمين للعدالة بفلسطين” خلال دراسته الجامعية. وفي منشور له على منصة “إكس” في مايو 2021، انتقد ممداني السياسيين الأمريكيين قائلاً: “المسؤولون المنتخبون الذين ندفع لهم من ضرائبنا يذهبون لرحلات إلى إسرائيل عوضاً عن تمثيلنا”. كما قام برفض التوقيع على قرار لمجلس ولاية نيويورك يعترف بذكرى تأسيس الكيان الصهيوني، ودعا في وقت سابق إلى اعتقال رئيس الوزراء نتنياهو عند زيارة ولاية نيويورك، تنفيذاً لمذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
تُعتبر والدته هي المخرجة السينمائية ميرا ناير، ووالده محمود ممداني أستاذ علوم الأنثروبولوجيا في جامعة كولومبيا. في عام 2025، تزوج ممداني من الفنانة السورية راما دوجي، وقبل انخراطه في السياسة، شغل منصب مستشار سكني لأصحاب الدخل المنخفض. وفي عام 2013، أكدت والدته عبر منصة “إكس” رفضها حضور مهرجان حيفا السينمائي الدولي بأن تكون ضيفة شرف، مشيرة إلى أنها لن تزور إسرائيل “إلا بعد سقوط الأسوار”. كما تعبر زوجته راما دوجي عن دعمها لفلسطين من خلال الرسومات التي تنشرها على إنستغرام.
المرشح اليساري زهران ممداني وتحول الرأي العام تجاه فلسطين
نجح زهران ممداني، بفضل جهوده وحملته الانتخابية الجريئة، في إثارة زلزال سياسي في مدينة نيويورك، إذ باتت القضايا الفلسطينية تحظى بمزيد من الاهتمام والدعم بين الناخبين.
تعليقات