في لحظة روحانية مهيبة، شهد فجر يوم الإثنين 9 ذو الحجة 1447هـ، والذي يتوافق مع يوم الوقوف بعرفة، تغيير ثوب الكعبة المشرفة إلى آخر جديد، بحضور رسمي من مسؤولين من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفريق مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.
معلومات هامة حول الكسوة الجديدة للكعبة لعام 1447
يعتبر هذا الحدث السنوي من أكثر الفعاليات التي ينتظرها المسلمون في جميع أنحاء العالم، حيث تم الانتهاء من جميع مراحل تصنيع الكسوة خلال 11 شهراً من العمل الدقيق والمتواصل بإشراف مجموعة من أمهر الحرفيين السعوديين. وقد تم تصميم الكسوة الجديدة بعناية، لتكون تعبيرًا عن الفخر والاعتزاز برمز ديني كبير.
المكونات والوزن: أكثر من 1.4 طن من الفخامة
يمتد وزن الكسوة الجديدة لهذا العام ليصل إلى حوالي 1415 كيلوجرام، موزعة على أربعة جوانب الكعبة، وهي مصنوعة من أفخر أنواع الحرير الطبيعي المستورد خصيصًا من إيطاليا. تتكون الكسوة من 53 قطعة حريرية كبيرة تم حياكتها وتجميعها يدويًا بدقة عالية، وتزينت بخيوط من الذهب والفضة الخالصين، مما يبرز الجمال والزخارف الإسلامية المميزة.
مدة الإنتاج وتفاصيل العملية
بدأ العمل على إنتاج الكسوة الجديدة في شهر محرم من العام الماضي، واستمر حتى الأيام القليلة التي سبقت موسم الحج، حيث شارك أكثر من 200 فني ومختص سعودي من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. تنوعت مهام التصنيع بين النسج اليدوي والآلي، بالإضافة إلى التطريز والفحص والتجميع، مما يعكس أحد أدق العمليات الإنتاجية في مجال الحرف التقليدية الإسلامية.
التحديثات التصميمية والزخرفية
تميزت كسوة هذا العام بتحديثات ملحوظة في التصميم والزخرف، حيث تم تكثيف النقوش القرآنية وزيادة وضوحها، بينما تم تحسين تقنيات التطريز والقص باستخدام أدوات حديثة، مع المحافظة على الطابع اليدوي الأصيل. وتم إبراز نقش “لا إله إلا الله محمد رسول الله” بأحرف أكبر، مما أضاف بعد جمال إضافي للثوب.
التكلفة المالية والاستثمار
تُعتبر تكلفة إنتاج كسوة الكعبة من بين الأعلى عالميًا في مجال العتاد الديني، إذ تتجاوز 25 مليون ريال سعودي سنويًا. يعود ذلك إلى استخدام أجود المواد في القماش وخيوط الذهب والفضة، مما يزيد من قيمة الكسوة من حيث الجودة والرمزية الدينية.
مجمع الملك عبدالعزيز: رمز الريادة في الصناعة الدينية
يعد مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة هو الوحيد في العالم المتخصص في صناعة هذا النوع الفريد من الحرف الدينية. يضم المجمع أقسامًا متخصصة في النسيج والطباعة والتطريز، بالإضافة إلى قسم الأبحاث والتطوير، مما يضمن تحقيق أعلى معايير الجودة والإتقان، ويؤكد على ريادة المملكة العربية السعودية في صناعة الكسوة المُخصصة للكعبة المشرفة، التي يُعد تغييرها مشهدًا يجسد الوحدة والقداسة في العالم الإسلامي.
تعليقات