إغلاق الاحتلال المسجد الأقصى: خطوة جديدة لفرض السيطرة في سياق الحرب

كتب زياد ابحيص – على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار مع إيران، لا يزال المسجد الأقصى مغلقاً بالكامل وخالياً من المصلين حتى صلاة ظهر اليوم الثلاثاء. إغلاق الأقصى خلال فترة الحرب لم يكن ناتجاً عن تعليمات لحماية المنشآت، بل كان بمثابة استغلال للحرب من أجل فرض “السيادة الصهيونية” عليه وتهديد هويته، تمهيداً لتحويله إلى هيكل يهودي كما يسعى اليمين الصهيوني.

إغلاق المسجد الأقصى وتأثيراته

لقد شهدت هذه الفترة عدة نقاط مثيرة للقلق: أولاً، إن إغلاق الأقصى استمر لفترة طويلة، حيث يعد الأطول من نوعه تحت ذريعة الحرب، حتى أكثر من فترة إغلاقه عند احتلاله والتي استمرت تسعة أيام. ثانياً، خلال فترة الإغلاق، كان الاحتلال يفرض السيطرة الكاملة على قرار إغلاق الأقصى، حيث تراوحت فترات الإغلاق بين الكامل والجزئي، مما جعل دخول المصلين يعتمد على السماح بدخول المقتحمين الصهاينة وكأنهم يشتركون في المسجد.

السيطرة المستمرة على الأقصى

ثالثاً، خلال هذه الفترة، اقتحمت قوات الاحتلال المصليات ليلاً، فقد تم إلقاء المصاحف على أرض المسجد بدعوى “تفتيشها”، وتم اعتقال أربعة من حراسه، في تصرف غير مقبول، حيث لا يمكن تصور حدوث مثل ذلك في المسجد الحرام أو المسجد النبوي. رابعاً، كان مسموحاً فقط لحراس وموظفي الأوقاف المناوبين دخول المسجد، بينما كانت شرطة الاحتلال هي التي تفرض نفسها كإدارة فعلية على الأقصى، متجاوزة الأوقاف الأردنية.

إن هذه الانتهاكات والتمييز في المعاملة يتطلب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي ومن العرب، الذي يجب عليهم دعم الحق الفلسطيني في المقدسات. يجب أن تكون هناك خطوات فعلية لمواجهة تلك التصرفات وضمان حرية العبادة لجميع المسلمين. من الضروري أن تُعزز الجهود على مختلف الأصعدة للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته والحفاظ على هوية المسجد الأقصى.