كيف يُحسّن الذكاء الاصطناعي سلامة الغذاء وجودته ويُطوّر أساليب التغذية؟
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا ملحوظًا في مجال الغذاء، حيث يوفر أدوات مبتكرة تعزز من جودة وسلامة المنتجات الغذائية. فقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم المزارعين في زيادة الإنتاجية، مما ساهم في تحسين كفاءة الزراعة وزيادة العوائد. يُعتبر الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في مواجهة تحديات مثل الوقاية من الأمراض المنقولة عبر الطعام، وتطوير الأطعمة الوظيفية، وتخصيص الحميات الغذائية.
تحسين الأمان الغذائي
تُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى إصابة حوالي 600 مليون شخص سنويًا بأمراض مرتبطة بتناول غذاء غير آمن، مما يُسفر عن وفيات تُقدّر بنحو 420 ألف شخص. يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في تعزيز سلامة الغذاء من خلال تحسين نظم الرقابة الغذائية. فعلى سبيل المثال، طورت شركة Corbion نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يُعرف باسم CLCM، والذي يعمل على التنبؤ بمخاطر التلوث في الأطعمة عبر تحليل معايير مثل درجة الحموضة ومحتوى المياه.
وفي ممارسات الزراعة، يُساعد نظام OPI من شركة Evja في توفير بيانات فورية عن ظروف التربة، مما يمكن المزارعين من تحديد الأوقات المثلى للري والتسميد، الأمر الذي يُساهم في تقليل فرص انتشار الأمراض والحفاظ على جودة المحاصيل. كما تُستخدم أنظمة مثل تلك التي طورتها شركة FreshSens لمراقبة ظروف النقل والتخزين للأغذية، حيث تساهم في تقليل كمية الهدر.
تطوير الأطعمة الوظيفية
يتجاوز دور الذكاء الاصطناعي الحفاظ على سلامة الغذاء ليشمل تحسين القيمة الغذائية من خلال ابتكار الأطعمة الوظيفية. يزداد الطلب على هذه الفئة من الأغذية التي تحمل فوائد صحية ملحوظة؛ لذا يُتوقع أن يرتفع سوق الأطعمة الوظيفية ليصل إلى 309 مليارات دولار بحلول 2027. يقوم الذكاء الاصطناعي بتسريع تقدم الأبحاث عن المركبات الغذائية الفعالة وتوقع تفاعلاتها، مما يُسهّل على شركات الأغذية تطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات المستهلكين.
التغذية الشخصية
يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل المؤشرات الحيوية ونمط الحياة لتقديم نظم غذائية مخصصة. تُعتبر شركة January AI من الروّاد في استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة تأثير الغذاء على مستويات السكر بالدم، من خلال تطبيق January: Glucose Food Tracker، والذي يُساعد الأفراد على فهم استجابة أجسامهم للطعام. يُمكن أن تُسهم هذه التقنية في تحسين الصحة العامة والوقاية المبكرة من الأمراض المزمنة، مُعززة بذلك الربط بين التكنولوجيا والتغذية الشخصية.
تُعزز هذه التطورات في تقنيات الذكاء الاصطناعي من احتمالات تحسين سلامة وجودة الغذاء، مما يُساعد على مواجهة التحديات الغذائية المستقبلية.
تعليقات