مرصد الأزهر يحذر من استغلال النصوص الدينية في صراعات سياسية
الاثنين 23 يونيو 2025 08:30 مساءً
حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من استخدام الأبعاد الدينية واللاهوتية في الصراع بين الكيان الصهيوني وإيران، مشيراً إلى أن هذا الاستخدام يتجاوز الجوانب السياسية والجغرافية، ليتغلغل في أعماق المعتقدات الدينية، وبخاصة في أوساط المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة.
توظيف الدين في النزاعات الجيوسياسية
تستند هذه الأوساط إلى تأويلات معينة لنصوص توراتية قديمة، وأبرزها نبوءة “جوج وماجوج” المذكورة في سفر حزقيال (الإصحاحان 38 و39)، التي تصف صراعًا ضخمًا في “أواخر الأيام” ضد اليهود. ويُفهم ذِكر “فارس” في هذه النبوءة كإشارة إلى إيران الحديثة، التي تُعتبر العدو الرئيسي في هذا التحالف المعادي.
من خلال هذه التفسيرات، لا تُعرض إيران كخصم إقليمي أو تهديد نووي فحسب، بل تُصوَّر كعنصر أساسي في السيناريو المتعلق بـ”نهاية الأزمنة”، وهو ما تتبناه هذه المجموعات. وفي هذا السياق، يُعتبر تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 بمثابة بداية تحقيق النبوءات التوراتية، ويُنظر إلى أي تهديد له على أنه تمهيد لـ”المعركة الأخيرة” التي ستسبق المجيء الثاني للمسيح.
ويظهر هذا التصور بوضوح في وسائل الإعلام المرتبطة بالمسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة، حيث تُبث برامج ومقالات تربط كل تصعيد سياسي أو عسكري مع إيران بهذه النبوءات، مما يعزز الدعم الشعبي المحافظ للكيان ويؤثر على صناع القرار في واشنطن، الذين يرون في دعم الكيان واجبًا دينيًا واستراتيجيًا.
ويؤكد مرصد الأزهر أن هذه التفسيرات اللاهوتية لا تتعدى كونها ذريعة تُستخدم لتبرير السياسات التوسعية والعنيفة التي ينتهجها الكيان ضد الدول العربية والإسلامية، مما أدى إلى تفشي الفوضى وزيادة العنف في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، يحذر المرصد المجتمع الدولي من الاستمرار في التغاضي عن الانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وخاصة استخدام التجويع كسلاح حرب واستهداف المدنيين العزل وهم يسعون لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء.
يجدد مرصد الأزهر دعوته إلى وقف فوري للقتل المنهجي، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وغير مشروط إلى قطاع غزة، كحق إنساني أصيل تكفله المواثيق والعهود الدولية. ويؤكد أن استمرار الصمت الدولي يعتبر تواطؤًا أخلاقيًا مع جرائم الاحتلال، ويقوض المبادئ الإنسانية التي يتعين أن يقوم عليها النظام العالمي.
تعليقات