هل يُشكّل الاستهداف الأمريكي عقبة أمام مراقبة البرنامج النووي الإيراني؟

تحديات جديدة في تقييم البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأمريكية

رغم تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على أن الضربات العسكرية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت “ناجحة” وحققت “دماراً هائلاً”، يعتبر بعض المراقبين أن هذه التصريحات تتعاطى مع ما يترتب من صعوبات جديدة عند محاولة تقييم ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني.

العواقب المحتملة على الأنشطة النووية الإيرانية

لا يزال مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقومون بتقييم حجم الأضرار الناتجة عن الضربات، وفي هذا الإطار، أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة قد زادت من تعقيد مهمة مراقبة مسارات اليورانيوم والتأكد من عدم رغبة إيران في تصنيع سلاح نووي. وأكدت بعض المصادر أن مثل هذه الهجمات العسكرية يمكن أن تؤدي إلى تدمير المنشآت النووية المعلنة، ولكنها قد تعطي إيران مبرراً للانتقال بأنشطتها النووية إلى مواقع تحت الأرض، بعيداً عن أعين المراقبة الدولية.

التقاطات الأقمار الصناعية لموقع فوردو، التي وفرتها شركة “ماكسار تكنولوجيز”، أظهرت وجود حفريات جديدة ومداخل أنفاق محتملة مُنهارة، الأمر الذي يثير القلق بشأن الأنشطة النووية الإيرانية. على الرغم من ذلك، ظهر أحد المباني الأساسية في الموقع سليماً، مما قد يُشير إلى إمكانية استخدامه للتحكم في التهوية داخل قاعات تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، ولم تسجل أي تسربات إشعاعية، وفقاً للوكالة.

وفي منشأة نطنز، كشف تحليل الصور عن وجود حفرة جديدة بقطر حوالي 5.5 متر، ومع ذلك، لم تقدم الصور دليلاً قاطعاً على أن الهجوم قد تسلل إلى المواقع تحت الأرض المحصنة بعمق 40 متراً والتي تُعزز بغطاء خرساني وفولاذي سميك.

تعكس وجهة نظر الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحد، داريا دولزيكوفا، احتمالية أن تؤدي الضغوط العسكرية إلى دفع إيران نحو مزيد من التعتيم على برنامجها النووي. حيث ترى أن السيناريو الأكثر احتمالاً هو تطوير إيران لمنشآت أعمق وأكثر سرية، لتفادي مثل هذه الهجمات مستقبلاً.

فيما يعتقد طارق رؤوف، الرئيس السابق لسياسة التحقق النووي في الوكالة، أن الضربات الأخيرة ستزيد من صعوبة تتبع اليورانيوم الإيراني، مما يُعقد المهمة على الوكالة في تقدير كميات اليورانيوم المخصب. يقول: “سيكون من الصعب جداً الآن على الوكالة إنشاء ميزان مادي لما يقرب من 9 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب”.

من جهته، أشار مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي شمخاني إلى أن الأوضاع لم تنته حتى بعد الاعتداء على المواقع النووية، مُبرزاً أن المواد المخصبة لا تزال موجودة وسليمة.