هل أخفقت ‘أم القنابل’ في تدمير قلب برنامج إيران النووي؟

هل فشلت “أم القنابل” في تدمير المنشأة النووية الإيرانية؟

يتزايد النقاش حول حجم الأضرار التي تعرضت لها منشأة “فوردو” النووية الإيرانية بعد القصف الأميركي الذي استهدفها بواسطة قاذفات شبحية، حيث أُلقيت 12 قنبلة من طراز “جي بي يو 57” على مداخلها. وأكد الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن منشأة “فوردو” تحتوي على ثلاثة مداخل، مشيراً إلى أنه من غير المحتمل أن تؤدي هذه المداخل مباشرة إلى المواقع الخاضعة للمفاعل النووي الإيراني. ووفقاً لتصور الدويري، فإن هذه المداخل تؤدي إلى أنفاق متسعة قد تمتد لعشرات الأمتار داخل الجبل، مما يجعل العمق يصل إلى أكثر من 90 متراً، بدلاً من العمق المعلن وهو 60 متراً.

وقد أشار الدويري إلى أن قنبلة “جي بي يو 57” المعروفة بـ “أم القنابل” يمكن أن تخترق ما يصل إلى 60 متراً من الخرسانة المسلحة، ولكنه رأى أن هذا الهجوم قد لا يكون فعالاً ما لم تُستخدم القنابل بشكل تتالي من الفتحة الناتجة عن القنبلة الأولى. كما أعرب عن اعتقاده بصعوبة إزالة الأنقاض في المنشأة النووية بالسرعة اللازمة، لكنه أكد على أن الضربة الأميركية كانت “كبيرة”، حيث شاركت فيها 125 طائرة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالبرنامج النووي الإيراني ويمكن أن تعطل نشاطاته لعدة سنوات.

هل استطاعت الضربة الأميركية إحداث تأثير حقيقي؟

وكانت تصريحات الدويري رداً على تقرير نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية، حيث قال خبراء إن منشأة فوردو تمثل موقعاً محصناً لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو من خلال استخدام قوات برية. في المقابل، أفادت القناة الرابعة عشر بأن مسؤولين إسرائيليين أكدوا تدمير منشأة نطنز، وأن “فوردو” وأصفهان تعرضتا لأضرار هائلة. وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم أعادوا برنامج إيران النووي إلى ما يزيد عن عقد من الزمن، مع توقعاتهم بعدم قدرة إيران على استعادة المواد المخصبة.

وعلى صعيد متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني أنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو إلى موقع غير معلن قبل الهجوم الأميركي، مدعومة بصور فضائية تظهر حركة نشطة لعشرات الشاحنات حول الموقع قبل يومين من الضربة. وفي هذا السياق، أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال دان كين، أن العملية لاستهداف المواقع النووية الإيرانية قد أُطلق عليها اسم “مطرقة منتصف الليل”، حيث شملت سبع قاذفات “بي-2” انطلقت شرقاً بشكل متزامن، بتعاون من طائرات عدة تضمن الرحلة بشكل فعال.

في ظل هذه الأحداث المتسارعة، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى فاعلية الضربة الأميركية ونجاحها في القضاء على الطموحات النووية الإيرانية، وما إذا كانت ستترك آثاراً بعيدة المدى على هذا البرنامج الذي يعد من أكثر القضايا حساسية في المنطقة.