الهجوم الأمريكي يمهد الطريق لارتفاع جديد في أسعار النفط

صراع الشرق الأوسط وتأثيره على أسواق النفط

شهدت أسواق النفط ترقباً حاداً خلال الأيام الماضية بشأن الخطوات التالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الصراع المتفاقم بمنطقة الشرق الأوسط. عقب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، يستعد المتعاملون في السوق لارتفاع ملحوظ في الأسعار، وسط استمرار التكهنات حول مدى تصاعد الأزمة. وبعد أسبوع من التقلبات الحادة، من المتوقع أن تستأنف الأسعار ارتفاعها اليوم، حيث أدى الهجوم الأمريكي، الذي استهدف منشآت في فوردو، نطنز وأصفهان، إلى زيادة كبيرة في المخاوف بشأن المنطقة التي تسهم بنحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط.

تأثير التصعيد على أسواق الطاقة العالمية

من المحتمل أن تشهد الأسواق هذا الأسبوع تقلبات متزايدة، بدءاً من خيارات التداول المحمومة وصولاً إلى زيادة أسعار الشحن والديزل، إلى جانب تغييرات كبيرة في منحنى العقود الآجلة للنفط. وقد صرح مستثمرون بأن الهجوم الأمريكي قد يرفع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة، مما يدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذات الآمنة بينما يقيمون تبعات التصعيد الأخير على الاقتصاد العالمي.

في الوقت ذاته، أبدى المستثمرون في بورصات الشرق الأوسط تفاؤلاً على الرغم من الهجمات الإيرانية المتزايدة على إسرائيل، ولقد وصف الرئيس ترامب الهجوم بأنه “نجاح عسكري مذهل”، مبرزاً أن المنشآت النووية الرئيسية في إيران تم القضاء عليها بالكامل، وهدّد بمزيد من الهجمات إذا لم تسع إيران إلى السلام.

لا يزال هناك غموض بشأن مسار الصراع، وقد توقع الكثير من المحللين أن التدخل الأمريكي قد يؤدي إلى تأرجح الأسهم وبالتالي تعزيز الطلب على الدولار والملاذات الآمنة. ومن جهة أخرى، تسير الأسواق بشكل غير متوقع، حيث شهد سعر الإيثر، الذي يعد مؤشراً جديداً على معنويات المستثمرين، تراجعاً بنسبة 5% ليصل مجموع خسارته إلى 13% منذ بدء الغارات الإسرائيلية على إيران.

ستستمر المخاوف المتعلقة بارتفاع أسعار النفط وتأثيرها على التضخم في السيطرة على الأجواء في الأسواق. والنظرة المستقبلية تشير إلى إمكانية ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل إذا استجابت إيران كما هو متوقع.