تأخر الاختبارات المركزية يثير موجة من الانتقادات في المملكة
في ظل تباعد بين الواقع التعليمي والقرارات المصدرة من وزارة التعليم، فوجئت العديد من المدارس في مختلف مناطق المملكة، يوم الأحد الماضي، بعدم وصول أسئلة الاختبارات المركزية التي كان من المفترض أن تُعد وتُدار مباشرة من الوزارة. هذا التأخير أحدث ارتباكاً في إدارات المدارس، مما أثار سلسلة من الانتقادات، خاصة في المناطق النائية. على الرغم من اعتماد الوزارة على المنصات الرقمية كحل رئيسي لإدارة الاختبارات، إلا أن الواقع أظهر أن هذا النظام لم يكن قادراً على التكيف مع التوزيع الجغرافي للمدارس. حيث هناك مدارس في قرى ومحافظات تعاني من انعدام الاتصال بالإنترنت بشكل مستقر، وأخرى تفتقر إلى الكوادر التقنية، مما جعلها تواجه عوائق تقنية دون وجود بدائل.
الفجوة بين القرار والتنفيذ في البيئة التعليمية
وقال أحد مديري المدارس معبراً عن استيائه: «كيف يُمكن إرسال تعليمات إلكترونية إلى مدرسة تعتمد على اتصال بيانات متقطع؟». من جهة أخرى، عبّر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم الشديد من تأخر وصول الأسئلة، وغياب التنسيق اللازم، مشيرين إلى أن أبنائهم تعرضوا لحالة من التشتت الذهني، مما أدى إلى اضطراب في جداولهم للاختبارات. وأوضحت ولية أمر من منطقة تبوك عبر منصة (X): «ليس كل مدرسة تملك طابعة، وليس كل منطقة تمتلك شبكة».
أثارت هذه المشكلة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد العديد مركزية القرارات الوزارية، مشيرين إلى أن من قام بصياغتها ليس لديه فهم كاف لتضاريس البلاد ولا تنوع بيئاتها التعليمية. وقد كتب أحد المتابعين: «أرسلوا الأسئلة عبر البريد، فقد يكون ساعي المدرسة قادراً على توصيلها بسرعة أكبر من المنصة!». بينما علق آخر قائلاً: «عزيزي الطالب: إذا لم يصل لك الاختبار، اعتبر نفسك ناجحًا في الجغرافيا… لأنك تعلمت أين تكمن المشكلة!».
في المقابل، لم يصدر عن حساب وزارة التعليم أي توضيح حول هذه المسألة. على الرغم من أن الوزارة تهدف إلى ضبط جودة الاختبارات من خلال مركزيتها، إلا أنها تحتاج إلى إعادة تقييم أدوات التنفيذ وفهم طبيعة التضاريس التعليمية في البلاد، حيث لا تصلح جميع القرارات الرقمية للتطبيق في كل الأماكن، ولا يعبر كل «نموذج موحد» عن العدالة التربوية بشكل حقيقي.
يُذكر أن إدارات التعليم في مختلف المناطق والمحافظات بالمملكة قد أعادت تفعيل أيام الدراسة أثناء فترة الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث، التي بدأت يوم الأحد الموافق 19 ذي الحجة 1446هـ، وذلك كجزء من خطط تربوية وتعليمية تهدف لاستثمار وقت الطلاب في المدرسة حتى آخر يوم دراسي، ولتحقيق الانضباط المدرسي وتعزيز كفاءة نواتج التعلم.
تعليقات