تصاعد التأهب الأمني في السعودية ودعم البحرين والكويت بإنشاء مراكز إيواء بعد الهجوم على إيران
التأهب الأمني في دول الخليج بعد الهجوم على إيران
دخلت دول الخليج، التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية رئيسية، في حالة استنفار أمني غير مسبوقة، مع تصاعد المخاوف من انجرار المنطقة إلى صراع مفتوح عقب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران. وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القوات الأمريكية نجحت في “محو” المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية مستخدمةً قنابل خارقة للتحصينات، محذرًا طهران من أن الهجمات ستستمر إذا لم تقبل بالسلام.
الإجراءات الأمنية المتخذة
في أعقاب الغارات، قامت السعودية برفع مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، بينما سارعت البحرين إلى توجيه المواطنين لتفادي الطرق الرئيسية، وأعلنت عن تفعيل خطط الطوارئ. أما الكويت، فقد أنشأت مراكز إيواء وعقدت اجتماعات طارئة لمجلس الدفاع الأعلى. يُذكر أن البحرين تحتضن مقر الأسطول الخامس الأمريكي، كما توجد قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر والإمارات، مما يزيد من احتمالية استهدافها في حال توسع رد الفعل الإيراني، وهو ما حذرت منه طهران سابقًا.
وأوضح الباحث في سياسات الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسن الحسن، أن التدخل الأمريكي المباشر يمثل نقطة تحول خطيرة قد تجعل دول الخليج، خصوصًا تلك التي تضم قواعد أمريكية، تدخل في قلب الصراع بدلاً من الاكتفاء بالمراقبة من بعيد.
وقد أصدرت وزارة الداخلية البحرينية توجيهات عاجلة بتقليل استخدام الطرق الرئيسية لتسهيل حركة الأجهزة الأمنية والطوارئ، كما أعلنت الحكومة البحرينية عن اعتماد العمل عن بُعد بنسبة 70% في الإدارات الحكومية، باستثناء القطاعات الحيوية. وأشارت البحرين إلى تفعيل خطط الطوارئ الوطنية، بما في ذلك تجربة صفارات الإنذار في أنحاء المملكة كجزء من استعداداتها لأي طارئ محتمل.
في الكويت، ترأس رئيس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الصباح اجتماعًا لمجلس الدفاع الأعلى الذي قرر إبقاء حالة الانعقاد الدائم لمتابعة التطورات لحظة بلحظة. وأكد عبدالعزيز العنجري، رئيس مركز ريكونسنس للبحوث، أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا مع تحول الخليج من موقف “المراقب” إلى تأثر مباشر، مشيرًا إلى تصاعد القلق بشأن أمن الطاقة والممرات البحرية. كما حفز القلق الشعبي المتزايد بشأن الاستقرار الحاجة إلى تنسيق الإجراءات الخليجية الجماعية لتجنب تحول المنطقة إلى ساحة اشتباك مفتوحة بالوكالة.
ختامًا، شدد العنجري على أهمية منح المواطنين مساحة للتعبير كوسيلة لتخفيف “الهلع المكتوم” الذي يسود المجتمعات الخليجية حاليًا، مما قد يسهم في تعزيز الروح المعنوية والاستقرار في هذه الأوقات العصيبة.
تعليقات