لبنان يواجه أزمات إقليمية.. ودعوة للحياد في ظل التوترات

التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس في ظل التوتر الإقليمي

مع تزايد التحذيرات من اتساع نطاق التوتر ليشمل دولاً متعددة، تُظهر المواقف الرسمية اللبنانية التزاماً متجدداً بسياسة النأي بالنفس، والحرص على المصلحة الوطنية العليا كوسيلة لمواجهة العواصف الإقليمية المتزايدة. وفي هذا الإطار، أوضح الرئيس اللبناني جوزيف عون أن لبنان، بكل قيادته وأحزابه وشعبه، يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه دفع ثمناً باهظاً جراء الحروب التي اندلعت على أرضه وفي محيطه.

تجنب المزيد من الصراعات

وأكد عون أن البلاد ليست راغبة في دفع المزيد من الأثمان، مشيراً إلى أن الكلفة المرتبطة بهذه الحروب كانت وستظل أكبر بكثير من قدرة لبنان على الاحتمال. ولذا، دعا إلى تعزيز ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بنّاءة بهدف إعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي مزيد من القتل والدمار.

بدوره، أعرب رئيس الحكومة نواف سلام عن أهمية التمسك بالمصلحة الوطنية العليا في ظل التصعيد العسكري الخطير والمخاطر الناجمة عنه، موضحاً أن هذا الوعي يمثل سلاح لبنان الأهم في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها.

وفي سياق متصل، أجرى عون وسلام اتصالاً يوم الأحد، حيث ناقشا التطورات الإقليمية وانعكاساتها المحتملة على لبنان، وتم الاتفاق على ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة والتعاون من أجل تفضيل المصلحة الوطنية العليا والحفاظ على الوحدة الداخلية.

مع هذا التوجه الرسمي، تظهر مؤسسات الدولة في حالة استنفار دبلوماسي وأمني؛ لتجنب أي ارتدادات مباشرة على الوضع الداخلي في لبنان. ويشعر المواطنون بقلق متزايد من أن التصعيد الإقليمي قد يؤثر سلباً على الوضع الهش في لبنان، سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية. التحديات التي تواجه لبنان تبدو جلية، ولكن الالتزام بالمصلحة العليا للدولة قد يمثل نقطة انطلاق نحو مزيد من الاستقرار في ظل الظروف الصعبة.