اختبار قديم يعيد إحياء النقاش حول جودة التعليم في السعودية: ورقة من زمن ‘المعارف’ تكشف عن معايير التعليم قبل 33 عامًا
اختبار قواعد اللغة العربية: عبق الماضي ومنهجية تعليمية متجددة
في إطار يجسد عمق التاريخ التعليمي ويبرز سمات منهجية صارمة، انتشرت مؤخرًا ورقة اختبار قديمة لقواعد اللغة العربية تعود لأكثر من 33 عامًا، مكتوبة بخط اليد على ورقة بيضاء، تتضمن أسئلة مصاغة بعناية ودقة لغوية عالية، مما يدل على منهجية تربوية فريدة. هذا الاختبار، الذي صُمم لطلاب الصف الثالث المتوسط في إحدى مدارس فيفاء جنوب السعودية في مطلع التسعينيات، تضمن أسئلة نحوية وتحليلية تُبرز جوانب الإعراب والوظيفة النحوية، مما يعكس اهتمامًا واضحًا بتطوير المهارات اللغوية للطلاب بعيدًا عن التلقين والحفظ الآلي.
تجربة تعليمية فريدة من نوعها
انتشرت هذه الورقة مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتلفت أنظار التربويين واللغويين الذين اعتبروها نموذجًا تعليميًا يثير الإعجاب، مشيدين بما تحمله من عمق معرفي وجمال لغوي يكشف عن فلسفة تعليمية كانت تعطي أهمية كبيرة للهوية اللغوية في عملية التعليم. وقد أعدّ الأسئلة المعلم المتقاعد علي بن يحيى المشنوي الفيفي، الذي يعد واحدًا من الأسماء التعليمية البارزة في محافظة فيفاء، والمعروف بتفوقه في تدريس اللغة العربية واهتمامه بالأدب والشعر.
ساهم الأستاذ علي الفيفي من خلال هذا الاختبار في صياغة تجربة تعليمية فريدة لا تزال تحظى بالاحترام حتى بعد مرور السنوات. وقد رأى عدد من المختصين أن إحياء مثل هذه النماذج التعليمية قد يُسهم في تحسين الاختبارات الحالية، والعودة إلى فلسفة التعليم التي تعنى بالجوهر، خاصةً في ظل التحديات الحديثة التي تواجه اللغة العربية على الصعيدين الرقمي والأكاديمي.
إن مثل هذه التجارب تضيء الطريق نحو التعليم القائم على الفهم العميق، مما يعكس أهمية العودة إلى الأساليب التعليمية القديمة التي تركز على الإبداع والتحليل بدلاً من الحفظ والاستظهار.
تعليقات