تحول الرياض إلى مركز ريادي عالمي
شهدت الرياض تحولات سريعة لتصبح محورًا إقليميًا ودوليًا في مجالي ريادة الأعمال والابتكار، مدعومة برؤية 2030 التي أعادت تشكيل الاقتصاد الوطني بحيث يقوم على أسس معرفية واستثمارية مستدامة، مما يساهم في دعم ريادة الأعمال وتعزيز الابتكار ويؤدي إلى تعزيز اقتصادات المدن بشكل ملموس.
تقدّم متميز في تصنيف الشركات الناشئة
وفقًا لتقرير منظومة الشركات الناشئة العالمية لعام 2025، قفزت الرياض 60 مرتبة خلال ثلاث سنوات، حيث احتلت المركز 23 عالميًا ضمن أفضل 100 منظومة ناشئة في الأسواق الصاعدة. هذا التقدم الملحوظ يرسخ مكانة العاصمة السعودية كمنصة استراتيجية لتوسع الشركات الناشئة نحو سوق مجلس التعاون الخليجي، الذي يصل قيمته إلى حوالي تريليوني دولار.
التطورات لا تقتصر على التصنيفات، بل تظهر بوضوح من خلال الزيادة الكبيرة في التمويل والاستثمار الجريء، مما يعكس ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في البيئة الابتكارية بالرياض. كما تحتل الرياض المركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث تمويل الشركات الناشئة، بفضل الزيادة الملحوظة في عدد الصفقات ورأس المال المُخاطر. هذا التحول هو نتيجة جهود الحكومة لتسهيل التشريعات وتحفيز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
منذ عام 2018، استقطبت المنظومة الريادية أكثر من 2.6 مليار دولار، مما يدل على الازدهار المستمر بالرغم من التباطؤ العالمي في استثمارات الابتكار.
في ظل أوقات تباطؤ العديد من المنظومات العالمية، تبرز الرياض كمركز عالمي يتميز بالمرونة والقدرة على تحقيق النمو. ويعتبر التقرير العاصمة السعودية واحدة من أكثر البيئات الريادية “استشرافًا للمستقبل”، مما يضعها في جزء رئيسي من العواصم التقنية الكبرى.
الرياض أيضًا تتمتع بمكانة متقدمة على عدة مؤشرات عالمية، حيث جاءت في المرتبة الثالثة عالميًا لنسبة العائد على الاستثمار، والرابعة في توفر المواهب. أصبحت الرياض تُعرف كـ “منصة انطلاق” للشركات الناشئة، حيث تعتبر مقرًا لمكاتب شركات عالمية مثل جوجل كلاود وأمازون، بينما يبرز قطاع التكنولوجيا المالية كأحد أبرز القطاعات النامية بوجود أكثر من 200 شركة تنشط بدعم تنظيمي من البنك المركزي السعودي وشبكة فنتك السعودية.
بجانب التكنولوجيا المالية، تشهد الرياض تحولًا ملحوظًا في قطاعات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الصحة الرقمية، واللوجستيات، مما يتماشى مع توجهات المملكة نحو اقتصاد رقمي شامل ومستدام.
كما توفر الرياض للشركات الناشئة فرص الوصول المباشر إلى كيانات سيادية كبيرة مثل صندوق الاستثمارات العامة والعديد من الشركات الوطنية مثل شركة الاتصالات السعودية (STC). وهذه الجهات ليست فقط ممولة بل تسهم في تطوير الابتكار من خلال شراكات استراتيجية.
يظهر تقرير عام 2024 إدراج كل من جدة والخبر كأبرز مراكز الشركات الناشئة، مما يعكس توسع المنظومة الريادية في العديد من مناطق المملكة، وليس فقط في العاصمة.
تعليقات