التحديات الجيوسياسية: جنون التغيرات العالمية!

التحذيرات من خطر الحرب النووية في ظل النزاع الإسرائيلي الإيراني

تتزايد بشكل ملحوظ أصوات الخبراء والمحللين والعلماء المقلقين من احتمال نشوب “حرب نووية” أو “حرب عالمية ثالثة” بسبب الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران. حيث أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكانية استخدام الولايات المتحدة سلاحاً نووياً تكتيكياً ضد إيران، بحجة إنهاء برنامجها النووي، واصفاً هذا التصرف بـ “الكارثي”. في هذا السياق، حذر معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم من أن الانخفاض المستمر في عدد الرؤوس الحربية النووية على مستوى العالم قد بلغ نهايته.

القلق من تصاعد التوترات العسكرية

دفعت الأوضاع الراهنة العديد من الخبراء والعلماء للتساؤل عن الدولة التي ستكون المبادرة الأولى في إطلاق قنبلة نووية، وسط المخاوف المتزايدة من احتمال اندلاع حرب عالمية واسعة. وأكد تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام أن هناك حالياً حوالي 12241 رأساً حربياً نووياً في مختلف أنحاء العالم، منها 9614 جاهزة للإطلاق حال وقوع أي نزاع مسلح. كما يستعد 2100 رأس حربي للاستخدام الفوري، حيث تجهز على صواريخ بالستية في سفن حربية وغواصات ومقاتلات.

يرى المعهد أن حقبة التخلي عن زيادة الترسانة النووية التي تميزت بها فترة الحرب الباردة قد انتهت. وأعرب مدير المعهد، دان سميث، عن قلقه من علامات تشير إلى بداية سباق تسلح نووي جديد في وقتٍ حرج يجتازه العالم من الناحية الجيوسياسية. وأوضح سميث أنه ينبغي توخي الحذر بشكل خاص من تفويض الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات تتعلق بإطلاق الأسلحة النووية، حيث قد يزيد ذلك من مخاطر حدوث أخطاء غير مقصودة أو سوء فهم يؤدي إلى تصعيد الصراعات.

على الرغم من عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية، فإن حليفتيها روسيا والصين تملكان معاً أكثر من 6 آلاف قنبلة نووية. وكشف تقرير معهد ستوكهولم أن كلا من روسيا والصين قد زادت من إنتاج رؤوسها النووية، مستفيدة من تكنولوجيا جديدة لتحل محل ترسانتهما الأقدم. وكذلك، فإن وجود الذكاء الاصطناعي في أنظمة الإطلاق الحديثة قد يزيد من احتمالات اندلاع صراع نووي بسبب الأخطاء الفنية أو سوء التفاهم. بينما تظل إسرائيل متمسكة بسياسة الغموض حول قدراتها النووية، من خلال عدم التصريح قط عن إمكانية استخدام ترسانتها النووية ضد إيران. وتجدر الإشارة إلى أن باكستان هي الدولة المسلمة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية، حيث تبرز القوى العالمية الأخرى التي تمتلك رؤوساً حربية نووية مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا.