أهمية التبرع بالدم في إنقاذ الأرواح
أكد مختصون في مراكز تبرعات الدم أن التبرع بالدم يُعتبر من أعظم الأعمال الإنسانية، حيث ينقذ أرواح المرضى ويعيد الحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها. يُعَد التبرع بالدم عملية طبية تطوعية يُنقل فيها الدم أو أحد مكوناته من شخص مُعافى إلى آخر يحتاج إلى الدم، مما يُسهم بشكل مباشر في إنقاذ حياة مرضى الحوادث والعمليات الجراحية.
العمل الإنساني النبيل
أشار مشرف المختبرات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، ياسر المولد، إلى أن عملية التبرع تُجمع خلالها حوالي 450-500 مل من دم المتبرع، حيث تشمل أنواع التبرع جميع مكونات الدم مثل الخلايا الحمراء والبلازما والصفائح الدموية. وتكتسب أهمية التبرع بالدم بعد وقوع مضاعفات خطيرة تحتاج إلى نقل دم، مثل حالات النزيف للنساء الحوامل والمصابين في الحوادث ومرضى السرطان.
كما أكد المولد على مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في المتبرع، مثل الصحة الجيدة، وعدم وجود أي أمراض معدية، وألا يقل الوزن عن 50 كجم. تنفذ المملكة جهوداً كبيرة لتحفيز المواطنين والمقيمين على التبرع، حيث أطلقت توجيهات من خادم الحرمين الشريفين بمنح ميداليات استحقاق لكل من يتبرع بعشر مرات.
تحتفل المملكة في الرابع عشر من يونيو من كل عام باليوم العالمي للتبرع بالدم، وهي مناسبة تبرز أهمية هذه الفعالية الإنسانية، حيث تعكس الثقافات المجتمعية النابعة من روح العطاء. وزارة الصحة تدعم هذه المبادرة من خلال تعزيز الوعي بضرورة التبرع بالدم وفوائده، مشيرة إلى أن أكثر من 12700 مركز تبرع في 170 دولة شهدوا جمع أكثر من 100 مليون تبرع سنوياً.
التبرع بالدم يُمثل أيضاً فرصة لتعزيز الصحة العامة، حيث يساهم في تحسين الدورة الدموية وتجديد خلايا الدم. يعتبر التبرع واجباً وطنياً، مع أهمية التوعية بآثاره الإيجابية، وهو عمل بسيط يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياة الآخرين. فكل قطرة دم تُعتبر قصة حياة تُنسخ وتُعيد الأمل لمن يحتاجه.
إن كل من يتبرع بدمه يُعد صانع أمل، فهؤلاء المتبرعون يمثلون قوة دعم حقيقية في المجتمع، وتُعزز تضحياتهم روح التعاون والتكافل بين الناس. لذا، فإن التبرع بالدم ليس مجرد عمل إنساني بل هو جسر يربط بين البشر ويُعزز من تماسك المجتمع.
تعليقات