حوار خاص مع أسرة شهيد الشهامة خالد عبد العال: من هنا انطلقت قصة بطل

قصة الشهيد خالد عبد العال: بطل يجسد الشهامة والتضحية

أجرى تليفزيون اليوم السابع لقاءً مميزاً مع عائلة السائق الشهيد خالد محمد شوقي عبد العال، من قريته “المصادرة” في مركز بني عبيد بالدقهلية، للكشف عن القصة الكاملة لهذا البطل الذي مثّل نموذجاً للتضحية الحقيقية. لم يكن خالد مجرد شخص عادي، بل كان إنساناً كافح طوال حياته من أجل توفير حياة كريمة لعائلته، حيث كان يستعد لفرحة جديدة في حياته، ألا وهي زفاف ابنه الأكبر. لكن القدر كان له رأي آخر، حيث التقى خالد مصيره في حادث مأساوي حول طريق كسب العيش إلى طريق النهاية.

في يومٍ حاسم داخل إحدى محطات الوقود بمدينة العاشر من رمضان، اندلعت النيران في الشاحنة التي كان يقودها، وكان من الممكن أن تتحول تلك الحادثة إلى كارثة تهدد حياة المواطنين. لكن خالد، بخطوة شجاعة، قرر دفع الشاحنة بعيداً عن الناس والمباني، ضارباً بعرض الحائط سلامته الشخصية. أصيب بحروق خطيرة تجاوزت 60% من جسده، لكنه استمر في القتال حتى آخر لحظة من حياته.

البطولة والشجاعة: نموذج خالد

جولة فريق “اليوم السابع” شملت زيارة قبر الشهيد لقراءة الفاتحة على روحه، ومن ثم الانتقال إلى منزله للقاء عائلته. ورغم الحزن الذي خيم على المكان، كانت ملامح الفخر واضحة في عيون أفراد الأسرة. زوجة الشهيد، التي فضلت عدم الظهور أمام الكاميرا احتراماً لتقاليد قريتها، شاركت بتفاصيل مؤثرة عن الأيام الأخيرة لخالد. أكدت أنه كان دائمًا نموذجاً للرجل المحب والمسؤول، حيث كان مصمماً على إتمام عقد قران ابنه الأكبر قبل موعد الزفاف، كأنه كان يشعر بشيء ما. وقد تم عقد القران قبل أيام قليلة من الحادث، في الوقت الذي كان مقررًا فيه إقامة الزفاف في 19 يونيو، لكن الموت كان قريبًا أكثر مما توقعوا.

تحدث أبناء الأشقاء عن مدى قوة العلاقة التي تربط خالد بأسرته، وكيف كان دائم الحرص على لم شمل العائلة. حتى في لحظات معاناته بعد الإصابة، كان حريصاً على إخفاء ألمه وطمأنة أفراد أسرته. أجمعت الأسرة وأهل القرية على أن خالد كان رجلاً استثنائياً، وأن تصرفه لم يكن غريباً عليه. التكريم الذي حصل عليه من الدولة، بدءًا من رئيس الجمهورية وقرينته، ورئيس الوزراء، وعدد من المسؤولين، كان تجسيدًا لمكانته العالية في قلوب الجميع.

قصة خالد محمد شوقي عبد العال تجاوزت كونها مجرد حادث عابر، وأصبحت رمزاً حياً في الذكاء والشجاعة. ستظل ذكراه حية، وسيبقى اسمه منارة في قلوب المصريين جميعًا.