تقلبات أسعار النفط مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران
شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة خلال تداولات يوم الاثنين، وذلك في أعقاب القفزة الكبيرة التي حققتها يوم الجمعة الماضي، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 7% في الوقت الذي تزايدت فيه التوترات بين إسرائيل وإيران، وتواصلت الضربات العسكرية بين الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويأتي ذلك وسط مخاوف من توسع الصراع في المنطقة، مما قد ينعكس سلباً على صادرات النفط من الشرق الأوسط.
ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 0.86% لتصل إلى 74.87 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة بنسبة 1.04% ليصل إلى 73.74 دولار. وقد شهدت الأسعار ارتفاعاً بأكثر من 4 دولارات للبرميل في السياق ذاته قبل أن تتراجع لفترة قصيرة إلى مستويات سلبية. تجدر الإشارة إلى أن الخامين القياسيين قد اختتما تداولات يوم الجمعة على زيادة بنحو 7%، بعدما قفزا لأكثر من 13% خلال الجلسة، مسجلين أوفر مستويات لهما منذ يناير الماضي.
تحديات جديدة في سوق الطاقة
تأتي هذه التطورات بعد استهداف صواريخ إيرانية لمدينتي تل أبيب وحيفا، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل وزيادة المخاوف بشأن احتمال اندلاع صراع أوسع في المنطقة. وقد أشعلت هذه الأحداث مجددًا المخاوف من الاضطرابات المحتملة في مضيق هرمز، الذي يُعتبر ممراً حيوياً يمثل نحو خمس استهلاك النفط العالمي، أي ما يعادل 18 إلى 19 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات والوقود.
تتابع الأسواق العالمية عن كثب تداعيات الهجمات الإسرائيلية على منشآت الطاقة الإيرانية، بالإضافة إلى القلق المتزايد بشأن إمكانية إغلاق مضيق هرمز، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاعات حادة في أسعار النفط. في هذا السياق، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لكنّه أشار إلى أن بعض الصراعات تحتاج إلى حسم من خلال القوة أولاً، مؤكدًا بذلك على استمرار دعم بلاده لإسرائيل، دون أن يُفصح عما إذا كان قد طلب من إسرائيل وقف ضرباتها.
من جهة أخرى، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن أمله في أن تتمخض قمة مجموعة السبع التي ستعقد في كندا اليوم عن اتفاق يساهم في احتواء التصعيد الراهن. حين تترقب الأسواق جميع التطورات عن كثب، باتت قضايا الطاقة تجاوزت كونها محض مواضيع اقتصادية لتصبح شأناً دولياً يؤثر في مجريات الأحداث الإقليمية والعالمية.
تعليقات