هل كانت هناك استراتيجية إسرائيلية وراء عدم قصف المنشآت النووية الإيرانية؟

الهجمات الإسرائيلية على منشأة نطنز النووية الإيرانية

رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنشأة نطنز النووية الإيرانية نتيجة الهجوم الإسرائيلي الواسع، الذي أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، إلا أن المرحلة الأولى من الهجمات لم تستهدف المستودع الذي يُحتمل أن يحتوي على الوقود النووي الإيراني، المصنف تقريباً كقنبلة. ويُعتقد أن هذا التجنب كان مقصودًا، وفق ما أوردته تقارير متعددة.

الخطر النووي الإيراني

ذكرت التقارير أن الهجمات تسببت في تدمير موقع لإنتاج الوقود النووي ومراكز لتوليد الكهرباء في أكبر مركز لتخصيب اليورانيوم بنطنز. وكما أشار مفتشون دوليون، فإن المخزون المحفوظ يقع في مجمع كبير قرب العاصمة القديمة أصفهان. وقد ابتعدت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة والدرون عن أصفهان أثناء المرحلة الأولى رغم اعتباره من أكبر المواقع النووية الإيرانية، وفق مصادر استخباراتية غربية.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية هجومية ثانية استهدفت أصفهان، مع التركيز على المختبرات المعنية بتحويل غاز اليورانيوم إلى معدن، وهو خطوة مهمة في إنتاج الأسلحة النووية، دون أن يتم الإشارة إلى استهداف مخزون الوقود نفسه.

بعد بدء الهجمات، أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنهم لاحظوا وجود الوقود في الموقع. وكان المفتشون قد قاموا بجرد نهائي للتقرير الربع سنوي عن قدرات إيران، الذي تم توزيعه على مجلس إدارة الوكالة هذا الشهر، مع التركيز على مدى التزام إيران بتوصيات المفتشين.

سابقًا، تحدث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن خطر هذا المخزون، محذرًا من أن إيران قد حققت تقدمًا غير مسبوق في تحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح، مشيرًا إلى أنه إن لم يتم احتواء هذا الوضع، فقد تنتج إيران سلاحًا نوويًا خلال فترة زمنية قصيرة للغاية.

وعلى الرغم من استفسارات الصحافة، لم يقدم المسؤولون الإسرائيليون تفسيرًا لسبب تجنبهم استهداف المخزون في هذه المرحلة؛ لكن هناك احتمالاً أن يشمل الهجوم المقبل مجمع أصفهان. ويرى الخبراء أن عدم قصف موقع إنتاج اليورانيوم قد يشير إلى قلق نتنياهو من تدهور الوضع نتيجة انتشار الإشعاع، أو ربما اعتقادهم بأن إيران قد تسلم مخزوناتها كجزء من صفقة محتملة.