مفكر سياسي لـ«عكاظ»: الضربات الإسرائيلية ضد إيران تُعد المرحلة الثالثة في استراتيجية نتنياهو
الضربات الإسرائيلية وتأثيرها على إيران
في سياق التصعيد الذي تشهده المنطقة، أعرب المفكر المصري وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد يوسف أحمد عن رأيه حول الضربات الجوية الواسعة التي نفذتها إسرائيل ضد إيران، مشيرًا إلى أنها تمثل المرحلة الثالثة من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستعادة التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل. وأوضح أن هذه الهجمات قد تعيد إلى الأذهان سيناريوات مشابهة شهدناها في الماضي، خصوصًا فيما يتعلق بالخطط الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان.
الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة
أشار الدكتور أحمد إلى أن تنفيذ هذه الضربات يتشابه بشكل ملحوظ مع الأحداث التي وقعت ضد حزب الله في سبتمبر 2024، والتي بدأت بتفجيرات وعمليات اغتيال متسلسلة، وصولاً إلى الضربة القاسمة التي أدت إلى تدهور الأوضاع في لبنان. وأوضح أن الضربات الحالية تشير إلى نية إسرائيل في القيام بخطوات كبيرة أخرى تتعلق بإعادة تشكيل التوازن في المنطقة لصالحها.
كما عبر عن دهشته من دقة الضربات وشموليتها، قائلاً إنه لم يكن يتوقع أن تكون هذه العمليات بهذا القدر من التنسيق والفعالية، إذ إن الأهداف التي تم استهدافها تتضمن منشآت استراتيجية مثل المواقع النووية وأماكن تواجد قادة عسكريين إيرانيين. وأكد على الأثر المحتمل لهذه الضربات على القدرات العسكرية لإيران، مما قد يؤثر بالتالي على قدرتها على الرد بصورة فعالة على الهجمات المستقبلية.
وتابع مؤكدًا أن الضربات تمثل تحولاً جوهريًا في المعادلة الإقليمية. وأوضح أن الأوضاع قد اختلفت جذريًا منذ بداية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، حيث كان يبدو في البداية أن إيران وحلفاءها هم من يسيطرون على التوازن، ولكن الأمور تغيرت لصالح إسرائيل ضمن عمليات منهجية تهدف لتعزيز نفوذها.
فيما يتعلق بالدور الأمريكي، اعتبر الدكتور أحمد أن التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل في أعلى مستوياته، مشيرًا إلى أن أي تصريحات تُظهر خلافات بين الطرفين تظل مجرد “ظواهر”. وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة عدم مشاركتها بشكل مباشر في الضربات، فإن هناك أدلة على تعاون عميق في التحركات العسكرية. وقد جاء الهجوم في وقت كانت تتواجد فيه مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي، مما يزيد من تعقيد المشهد.
وفي النهاية، تُعتبر الضربات الإسرائيلية اعتبارًا هامًا لفهم التحولات الجارية في المنطقة، حيث تضخمت سلسلة الأحداث لتعكس التوترات المتزايدة في العلاقات بين الدول الكبرى والمعنية في الشرق الأوسط، مما يجعله بؤرة لصراعات مستقبلية.
تعليقات