عكاظ: حزب الله يعوق تأسيس دولة لبنانية حقيقية

حزب الله كعقبة أمام الدولة اللبنانية

إن الحديث عن الإصلاح في لبنان وضرورة النهوض والتغيير والاستقرار يبدو مجرد أوهام إذا لم يُطرح السؤال الجوهري: ماذا عن سلاح حزب الله؟ فالاستمرار في تجاهل هذا السؤال يعني أن كل الجهود والخطط السياسية والاقتصادية والاجتماعية ستكون مجرد شعارات لا تمس واقع الأزمة. تكمن المشكلة الحقيقية في لبنان في وجود سلاح غير شرعي خارج سيطرة الدولة، مما يعيق إمكانية تحقيق دولة ذات سيادة كاملة تتحكم في أراضيها ومؤسساتها.

العقبات السياسية في لبنان

حزب الله يمثل عقبة رئيسية تحول دون إنشاء دولة لبنانية حقيقية. فلا يمكن اعتباره مجرد شريك سياسي، بل يتعدى ذلك إلى كونه سلطة موازية وأحياناً أقوى من السلطة الرسمية، مما يجعل هذه الميليشيا خارج الحسابات السياسية اللبنانية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تحول لبنان إلى منطقة نفوذ لميليشيا تمثل قوة إقليمية ذات مصالح غير لبنانية، مما يعطل مفهوم الدولة والقانون.

وضع لبنان يزداد صعوبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فأصبح يُنظر إليه دولياً كمنطقة نفوذ لا كدولة ذات سيادة. وفي ظل التحولات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، من المهم أن تسأل الدولة اللبنانية نفسها: هل ترغب في أن تكون جزءًا من المشاريع التنموية والمتقدمة، أم ستبقى متشبتة بالأوضاع الراهنة؟ الوجود المستمر لحزب الله في المنافذ الحيوية كالمطار والموانئ يحول هذه الأماكن إلى مناطق خاضعة للنفوذ الخاص، بعيدة عن القانون.

إن ضعف مؤسسة الجيش اللبناني نتيجة سلاح الحزب يمنعها من القيام بواجباتها السيادية. لذا، يجب أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي مدني غير مسلح، ويكون خاضعًا للسيادة اللبنانية، لتحقيق أي مفهوم حقيقي للدستور أو الانتخابات الشرعية. على اللبنانيين أن يرفعوا أصواتهم ضد هذا الوضع المفروض وأن يرفضوا هيمنة حزب الله.

الصمت لم يعد خيارًا، ومن يسعى لإنقاذ لبنان عليه أن يسعى لعودته إلى دولة قوية تسيطر على مقدراتها. الذين يحاولون مراجعة هذا الأمر من خلال إدارة الحوارات اللامتناهية يساهمون في تعميق أزمة لبنان بدلاً من حلها. الخيار اليوم واضح: إما أن تكون هناك دولة لبنانية قوية أو تبقى هيمنة حزب الله، ولا يمكن الجمع بين الخيارين.