تقاليد استقبال الحجاج في الإمارات
تشهد الإمارات أجواء مفعمة بالفرحة والتكبيرات مع عودة الحجاج من فريضة الحج. وتعتبر تلك اللحظة فرصة للاحتفال والاغتنام لتجديد العادات الثقافية الإماراتية، حيث تتحول كل منطقة في الدولة إلى مهرجان من المودة والتقدير. يحمل الأهالي تحضيرات لاستقبال الحجاج من خلال تزيين المنازل وتعليق عبارات التهاني سواء على الواجهات أو في الشوارع، مثل “حج مبرور وسعي مشكور” و”تقبل الله منكم صالح الأعمال”. يبدأ الاحتفال عند عتبة المنزل مع فرحة الأهل والأطفال والجيران الذين يحملون الورود ويُطلقون الزغاريد تعبيراً عن الامتنان وسلامة العودة، مما يعكس الطبيعة الاجتماعية العميقة لهذا الشعيرة.
استقبال الحجاج وعادات النثار
تعتبر “النثور” من التقاليد القديمة التي تتمثل في تحضير أكياس مملوءة بالنقود والحلويات لتوزيعها على الحاج احتفاءً بعودته. تجتهد النساء الكبيرات في السن على إعداد النثار، حيث يُعد رمزاً لمشاركة الفرح. يُشير سعيد الكعبي إلى أن فرحة العودة تعبر عن البركة التي تحل على البيت، وتشعر الحاج بعظم ما حققه. كما أن هناك لمسات خاصة من أهل الحاج تشمل تخصيص طاولة لاستقبال الهدايا والتوزيعات، حيث يتلقى الزوار التهاني ويقدمون الشكر لله. يظل ذلك الاحتفال مستمراً لأيام، حيث يتوافد الأحباب والأصدقاء لتقديم الهدايا الرمزية مثل باقة الورد، بينما يقدم الحاج الهدايا التي جلبها من مكة، كالمسابيح والمصاحف.
أم نهيان، تحدثت عن استعدادها لاستقبال والدها الحاج، حيث جهزت مجلس العائلة بتزييناته ووضعت لافتة كبيرة تعبر عن تهانيها. كما يقول خالد النقبي إنه كان ضمن مجموعة نظمت استقبال الحجاج، حيث أعدوا لوحة ترحيب تحمل أسماءهم. في حين تتطلع سارة الكندي لعودة والدتها وأخيها من الحج، وقد تحضّرت لاستقبالهم بزينة وفيرة. تسعى العائلات الإماراتية لتمرير هذه العادات إلى الأجيال الجديدة عبر إشراكهم في تصميم الاحتفالات والتعلم من قصص الحاج، كما تُوثّق تلك اللحظات بعدسات الهواتف لتكون ذكريات جميلة في القلوب. تقول علياء عبد الله إنها متشوقة لأخذ أبنائها إلى المطار لاستقبال زوجها الحاج، حيث تسود مشاعر الحب والدعاء.
تعليقات