تحولات تاريخية في قوافل فك الحصار وكسر الصمت العربي
اتفق عدد من المحللين والقادة السياسيين على أن القوافل المتوجهة إلى قطاع غزة تلعب دوراً مهماً في إحداث تغيير تاريخي في دور التضامن الدولي، وتشكّل بداية لكسر الصمت العربي حيال المجازر المستمرة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. جاء هذا الاتفاق خلال حلقة برنامج “مسار الأحداث” في التاسع من يونيو، التي تناولت الاعتراض الإسرائيلي لسفينة “مادلين”، والفعاليات الشعبية من مختلف أنحاء العالم والتي تهدف إلى كسر حصار غزة.
مبادرات دولية جديدة لكسر الحصار
وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار الحادثة بأنها “قرصنة وإرهاب دولة”، بينما أدانت تركيا التصرفات الإسرائيلية وعدتها تعبيراً عن الفاشية الإسرائيلية، في حين صدرت دعوات من قادة أوروبيين لحماية النشطاء المحتجين والإفراج عنهم فوراً. أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الاعتداء الإسرائيلي يمثل جريمة حرب واضحة، مشيراً إلى أن السفينة قد حققت الهدف المنشود من خلال لفت الانتباه لمأساة غزة. ولفت البرغوثي إلى أن هذه الأحداث تدعو الحكومات العربية إلى تنفيذ إجراءات ملموسة، مثل فرض المقاطعة وقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاقات التطبيع.
وشدد البرغوثي على أن الشعوب قد بدأت التحرك بقوافل نحو معبر رفح، معتبراً أن هذه المبادرات تمثل بداية لحراك طويل الأمد من أجل ربط غزة بالعالم من خلال جسر دائم من التضامن، بينما تسير الحكومات في الاتجاه المعاكس. وعلى الرغم من الفجوة بين مواقف الشارع العربي والأنظمة، إلا أن أصوات الضغط الشعبي بدأت تؤتي ثمارها في برلمانات أوروبا، حيث تتصاعد المطالبات بمحاسبة إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها.
من جهته، عبّر جيريمي كوربن، عضو مجلس العموم البريطاني، عن إدانته للاعتداء على سفينة “مادلين”، مشيراً إلى مشاركته في مظاهرات تدعم الطاقم المعتقل. وأكد أن الحراك الشعبي في أوروبا في ازدياد، مع تحضيرات لتنظيم مظاهرة ضخمة في لندن لتعبر عن تضامن البريطانيين مع الفلسطينيين.
كما حذر الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي من استمرار تجاهل الحكومات لتطورات الوضع في غزة، داعياً إلى عدم عرقلة القوافل المتجهة نحو المعبر. وأكد أن السماح لهذه القوافل بالعبور هو الحد الأدنى من المواقف التي يجب اتخاذها.
في النهاية، أكد البرغوثي أن صمت بعض الدول العربية يعد تواطؤًا، مشيراً إلى أن الجرائم الإسرائيلية تتجاوز غزة لتشمل الضفة الغربية أيضًا. وحث على ضرورة أن يكون هناك صرخات من الشعوب العربية والإسلامية تطالب بوقف التواطؤ مع الجرائم وبتحرك رسمي يوازي الهبّة الشعبية.
تعليقات