أحمد إبراهيم بدر: صائغ باب الكعبة
لم يُدوّن تاريخ أحمد إبراهيم بدر بالقلم، بل بالمعدن، حيث أبدع في تشكيل باب يُفضي إلى جلال الكعبة. ابن مكة وصائغ باب الكعبة، تربع على عرش صناعة الحلى والهدايا الملكية لأكثر من 35 عاماً. استطاع أن يترك بصمته في مفاصل التاريخ المكي، حيث تقام معابد التقديس ويصير الفن فضيلة لا تُنسى.
صناعة المقدسات
وُلِد أحمد عام 1349هـ (1920م) في عائلة تعد مرجعاً في مهنة الصياغة. ورث المهنة عن والده، شيخ الصاغة، وجمع بين المهارة الحرفية وصدق النية، مما ساهم في إبداعه. أحد أبرز إنجازاته كان صنع باب الكعبة، الذي أمر به الملك خالد -رحمه الله- عام 1399هـ، كما إشرف على تركيب إطار الحجر الأسود وصنع التوبة داخل الكعبة. كانت يديه شاهدة على أدق تفاصيل الهيبة والقداسة في هذا العمل العظيم.
عائلته، آل بدر، أصبحت علامةً بارزة في صناعة الهدايا الملكية، من الحلي والسيوف إلى المصوغات الراقية، إلا أن أحمد كان الشخصية الأبرز بينهم، لأنه صنع شيئًا لا يُهدى بل يُقدس، وهو باب الكعبة. إن إنجازاته لا تقتصر فقط على ما صنع، بل تشمل كذلك التأثير الذي تركه على تاريخ مكة وجعل اسمه مخلداً في ذاكرتها.
رحل أحمد عام 1430هـ (2009م)، ولكنه يبقى حياً في قلوب الطائفين الذين يرون باب الكعبة الذهبي كل يوم. إن إرثه يشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مكة، وهو يرمز إلى الفخر والقداسة. بفضل موهبته الفريدة وإبداعه، ستظل ذكراه حية في نفوس المسلمين ومحبّي الفن، وسيبقى باب الكعبة شاهداً على التفاني والإبداع الذي تجسّد في يد صائغ واحد.
تعليقات