الشارقة 24:
مهرجان تنوير: تجربة فريدة في صحراء مليحة
أعلنت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة “مهرجان تنوير”، عن انطلاق الدورة الثانية من المهرجان، حيث أعربت عن سعادتها بفتح أبواب الفعاليات التي ستقدم تجارب غنية وطموحة. وقد كانت الدورة الأولى بداية لتواصل فعّال مع جمهور متنوع، وتهدف الدورة الحالية إلى تطوير تلك التجربة عبر برنامج فعاليات مميز، وممارسات استدامة حقيقية، ورسالة أعمق لتعزيز الوحدة.
التجربة الثقافية
سيقع “مهرجان تنوير” في صحراء مليحة في الشارقة خلال أيام 21 و22 و23 نوفمبر 2025، بعد النجاح الكبير الذي حققته دورة الافتتاح. ويقدم المهرجان مجموعة متكاملة من الفعاليات الفنية والثقافية في بيئة صحراوية ساحرة تشمل الموسيقى والفن والتجارب الإنسانية، مما يلهم الزوار للتأمل والانفتاح ويلبي قيم التواصل والتفاهم واكتشاف الذات.
تُعقد هذه التجربة الفريدة وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة مليحة، مما يتيح للزوار من ثقافات وخلفيات مختلفة الانغماس في رحلة ثقافية وروحية مميزة تحت نجوم الصحراء.
قام “مهرجان تنوير” على المبادرة الملهمة للشيخة بدور، التي استندت لإطلاقه على شغفها بالحوار الثقافي والنمو الروحي والاستدامة، إيمانًا منها بقوة الفن والموسيقى والطبيعة في بناء جسور التفاهم بين الشعوب. كما تتمحور دورة هذا العام حول شعار “ما تبحث عنه.. يبحث عنك”، مستلهمًا من المقولة الشهيرة لجلال الدين الرومي، الذي يتجاوز تأثيره حدود الزمان والمكان.
يدعو الرومي عبر الموسيقى والشعر الناس لاستكشاف أعماق ذواتهم والتواصل مع الطبيعة، واكتشاف الجمال في التنوع، وهي القيم التي تمثل جوهر “مهرجان تنوير”.
فعاليات متعددة وتجارب غامرة
تم تنظيم المساحات في المهرجان بعناية لتعكس رؤيته. تشكّل ساحة “المسرح الرئيسي” تجربة مدهشة للحواس، تمزج بين الإضاءة الهادئة والموسيقى التراثية والعروض البصرية المبهرة. بينما تمثل “القبة” مركز التعلّم من خلال ورش العمل ونقاشات تعزز من التواصل المجتمعي.
توفر “شجرة الحياة” مكانًا هادئًا للتأمل والتواصل، في حين يقدم ركن “نوريش” تجارب طهو تعتمد على مفهوم “من المزرعة إلى المائدة”، مع قائمة متنوعة تشمل أطباقًا نباتية وصحية. كما تتميز “السوق” بعرض منتجات يدوية فريدة وأعمال فنية تفاعلية، مما يتيح تحويل الصحراء إلى معرض فني في الهواء الطلق.
التأكيد على الاستدامة
تعتبر الاستدامة واحدة من الركائز الأساسية للمهرجان، حيث يتم تنظيمه دون استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، مع تطبيق استراتيجيات لإعادة التدوير ومعالجة النفايات العضوية. كما تشمل الفعاليات برامج توعية تعكس نموذجًا يُحتذى به للفنون الثقافية الصديقة للبيئة، وذلك بتبني نهج “لا تترك أثرًا” لضمان تقليل الأثر البيئي.
تمنح الدورة الثانية من “مهرجان تنوير” المشاركين فرصة للانغماس في سكينة الصحراء وإعادة التواصل مع الذات من خلال الموسيقى، لتكون منصة تجمع بين المعنى الجمالي والعمق الروحي، مما يجعل المهرجان يشكل تجربة ثقافية وفنية متكاملة تحتضن قيم الاستنارة والتواصل.
يمثل “مهرجان تنوير” 2025 مغامرة ثقافية تسحر الزوار في رحلة تدمج بين عناصر الطبيعة وأبعاد التأمل، في أجواء غنية بالإلهام والمحتوى العميق.
تعليقات