تأثير الأخبار المضللة على وعي المجتمع الإماراتي
كشفت دراسة ميدانية حديثة أجريت في إطار برنامج «مرصد 2025»، التابع لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، عن تأثير ظاهرة الأخبار المضللة المتزايد على الوعي المجتمعي، حيث سلطت الضوء على أبرز المنصات التي تسهم في انتشار المعلومات الزائفة، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأفراد. تهدف هذه الدراسة، التي استهدفت عينة من الشباب، إلى قياس مستوى وعي المجتمع الإماراتي بخطورة الأخبار المضللة، وتحديد أبرز المنصات الناشرة لها، إلى جانب تقديم توصيات للحد من هذه الظاهرة وتعزيز ثقافة التحقق الإعلامي.
تأثير المعلومات الزائفة على المجتمع
أوضحت منيرة عبدالله، مدربة ومستشارة أسرية وتربوية، أن النتائج تشير إلى أن 75.8% من المشاركين يدركون خطر الأخبار المضللة على وعي المجتمع، حيث وصفها أكثر من 41% بأنها تمثل «خطر كبير جداً». كما أظهرت الدراسة أن الشباب بين سن 18 و35 عاماً هم الأكثر عرضة لهذا التأثير نتيجة استخدامهم الكثيف لوسائل التواصل الاجتماعي، بينما يعتبر الأطفال والمراهقون فئة تحتاج لاستهداف خاص ببرامج توعية. وذكر المشاركون أن السرعة العالية في نشر المعلومات (55.2%) وضعف الوعي الإعلامي (34.5%) من العوامل التي تسهم في تفاقم هذه الظاهرة، مما ينشر الذعر ويؤثر على القرارات الاجتماعية والسياسية، ويقوض الثقة بالإعلام الرسمي.
أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن برنامج «مرصد» في إصداره الخامس يعكس توجهات الدولة نحو بناء مجتمع أكثر وعياً ومناعة فكرية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة. وأشار إلى أن حماية القيم في المجتمع الإماراتي تمثل مسؤولية وطنية تتطلب تعاون المؤسسات لتعزيز مناعة الشباب من خلال التعليم والإعلام. وأكدت شيخة الحبسي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الهدف من الدراسة هو تمكين المجتمع من استخدام التقنيات الحديثة وإدارة مخاطرها، وتعزيز ثقافة الحياة الصحية وبناء الروابط الاجتماعية المطلوبة.
من جانبها، قالت هديل البلوشي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، إن الدراسة خرجت بعدة توصيات لتقليل آثار الأخبار المضللة، أبرزها إطلاق برنامج وطني شاملاً للوعي الرقمي والإعلامي، وتعزيز دور الإعلام الرسمي في كشف وتفنيد المعلومات المغلوطة. كما تم التأكيد على أهمية تضافر جهود الحكومة والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني لمواجهة هذه الظاهرة، لأن الوعي والتكنولوجيا والقانون يشكلون خط الدفاع الأول ضد التضليل الإعلامي.
تأثير الشهرة
تناولت الدراسة أيضاً تأثير ظاهرة الشهرة على هوية الشباب وقيمهم، مستعرضةً دوافع السعي وراء الشهرة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أظهرت النتائج أن الكثير من الشباب يعتبرون الشهرة هدفاً رئيسياً، مما يستدعي تدخلات تربوية واجتماعية لتعزيز القيم الأصيلة وتمكين الجيل من التمييز بين النجاح الحقيقي والشهرة الزائفة. وأوصى محمد أبوالعزم، مدير وحدة الاتصال المؤسسي والإعلام، بتنفيذ برامج توعية حول مخاطر الشهرة السطحية ودعم المحتويات الرقمية الهادفة.
تعليقات