بالصدفة والطرافة: القصة وراء ولادة أغنية ‘ليه خلتني أحبك’ الشهيرة لليلى مراد!

في حادثة عابرة تجمع بين الطرافة والصدفة، وُلدت أغنية “ليه خلتني أحبك” الشهيرة لليلى مراد، والتي تُعتبر من أبرز الأغاني في تاريخ الموسيقى العربية. وولدت الأغنية خلال سهرة في منزل الموسيقار الكبير كمال الطويل بالإسكندرية، حيث كان الشاعر مأمون الشناوي في زيارة له. أراد الشناوي المغادرة مبكرًا، لكن كمال الطويل مازحه قائلاً: “هتكمّل السهرة هنا لأني بحبك”، ليرد الشناوي بشكل فكاهي: “وأنا ذنبي إيه؟”. ممازحًا، رد الطويل بجملة طريفة: “ليه خلتني أحبك؟”، لتلتقط أذن الشاعر تلك العبارة ويعتبرها مطلعًا لأغنية جديدة. سارع الشناوي بكتابة الكلمات التي تقول: “ليه خلتني أحبك، لا تلومني ولا أعاتبك، فين تهرب من ذنبك، روح منك لله”.

رواية أخرى حول هذه الواقعة تحمل طابع الفكاهة، تفيد أن كمال الطويل قام بإغلاق الباب على الشناوي ليجبره على كتابة المزيد من الكلمات، تماماً كما حدث لاحقًا في أغنية “في يوم من الأيام” لعبد الحليم حافظ، حيث اضطر الشناوي لقضاء يوم كامل في الشقة محاولاً الاستغاثة من الطابق التاسع. هذه الأغنية، التي ولدت من موقف فكاهي، تمت صياغتها لحناً من قبل الطويل وقدمتها ليلى مراد في فيلم “الحبيب المجهول” عام 1955، لتكون آخر ظهور لها على شاشة السينما.

أغنية ليه خلتني أحبك

مصدر إلهام الأغنية

تمثل أغنية “ليه خلتني أحبك” نموذجاً رائعاً لكيفية انبثاق الأفكار الفنية من المواقف اليومية والعفوية. فعندما تتجلى لحظات الفكاهة في الحياة، يمكن أن تتحول إلى أعمال خالدة تلامس قلوب الناس. كما تمثل هذه الأغنية تجمعًا فنيًا بين الشاعر والموسيقار، مما يبرز تنوع المواهب في الساحة الفنية العربية. وقد ساهمت الكلمات العميقة والألحان الروحية في جعل الأغنية واحدة من أكثر الأغاني تذكرًا، حيث تعكس مشاعر الحب والحنين بعبارات مؤثرة.

ولا يقتصر تأثير الأغنية على جيل معين، بل تجاوزت كل الحدود الزمنية لتحتل مكانة متميزة في ذاكرة الأجيال. لقد اعتُبرت “ليه خلتني أحبك” تجسيدًا للفن الذي يعبّر عن المشاعر الإنسانية بعمق، مما جعلها تظل خالدة في وجدان محبي الموسيقى.