روسيا تُنفّذ أقوى هجوم على مدينة خاركيف

رد روسيا العنيف بعد الهجوم الأوكراني

بعد حوالي أسبوع من العملية العسكرية المسماة “شبكة العنكبوت”، قامت روسيا بالرد على الهجوم الأوكراني الذي استهدف أربعة مطارات عسكرية، وذلك من خلال شن حملة قصف عنيفة على مدينة خاركيف، التي تُعد ثاني أكبر المدن الأوكرانية. ووفقاً لرئيس بلدية المدينة إيهور تيريخوف، فقد وُصف الهجوم بأنه الأعنف منذ بدء الحرب، حيث أعلن عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 17 آخرين.

تم استهداف خاركيف بـ48 طائرة مسيّرة من طراز شاهد، بالإضافة إلى صاروخين وأربع قنابل موجهة. تقع منطقة خاركيف على الحدود مع الجبهة الشرقية، وكذلك الحدود الروسية من الشمال، مما يجعلها عُرضة للهجمات الروسية بشكل متكرر.

تطورات الهجوم الأوكراني

في السياق نفسه، أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاصيل هجوم “شبكة العنكبوت”، حيث أوضح في مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” الأمريكية أن سائقي الشاحنات الروس الذين قاموا بنقل المنصات المستخدمة في الهجوم الأوكراني، لم يكونوا على دراية بما كانوا ينقلونه. وأشار زيلينسكي إلى أن الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجوم كانت مخبأة في هياكل شبيهة بـ”المنازل المتنقلة” القابلة للطي، حيث تم تحميلها على الشاحنات وفتحت عن بُعد لتنفيذ العملية.

وأكد زيلينسكي أن السائقين لم يكن لديهم علم بأن الحاويات التي نقلوها تحتوي على طائرات مسيّرة مصممة لمهاجمة المطارات الروسية وإلحاق الضرر بمعدات عسكرية قيمتها مليارات الدولارات. وأشار إلى أن أجهزة المخابرات الأوكرانية استخدمت أسلحتها الخاصة فقط ولم تعتمد على أي معدات من حلفائها.

من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن الأوكرانيين قدموا لبوتين مبرراً لقصفهم بشكل مكثف. في السياق نفسه، شنت روسيا، يوم الجمعة، هجوماً واسعاً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على الأراضي الأوكرانية، مدعيةً أن ذلك كان ردًا على الهجمات التي استهدفت مطاراتها.

من الجدير بالذكر أن أوكرانيا سبق أن أعلنت أنها تمكنت من إلحاق الأضرار بأكثر من 40 قاذفة روسية خلال الهجوم الذي أُطلق عليه اسم “شبكة العنكبوت”، وهو ما يعادل تقريباً ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية. وفي مؤشرات على تصعيد الأوضاع، اعترفت وزارة الدفاع الروسية باندلاع الحرائق في بعض الطائرات بعد هجمات الطائرات المسيّرة في مناطق مورمانسك وإيركوتسك. كما أفادت الوزارة بأن الهجوم استهدف عدة مطارات أخرى في مناطق إيفانوفو وريازان وأمور، وهي مناطق تقع عند الحدود مع الصين في أقصى شرق روسيا، لكن الدفاعات الروسية تمكنت من صد تلك الهجمات.