حصيلة مأساوية: 10 آلاف جندي بين قتيل وجريح في حرب غزة

الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال القتال في غزة

أفاد أحد الضباط في الجيش الإسرائيلي بأن أكثر من 10 آلاف جندي قد لقوا حتفهم أو أصيبوا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كما أن عدة آلاف آخرين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي كشف عن هذا الرقم، مشيراً إلى أن الضغط النفسي يتزايد على الجنود بسبب طول مدة الخدمة والعمليات المتكررة.

تزايد الأعباء النفسية والعسكرية على الجنود

تشير معطيات الجيش الإسرائيلي إلى أن عدد القتلى من الجنود منذ بداية الحرب بلغ 861، منهم 419 سقطوا في المعارك البرية في قطاع غزة التي انطلقت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية بشأن مستوى الرقابة العسكرية المفروضة على وسائل الإعلام فيما يتعلق بالخسائر البشرية والمادية، حيث تسعى للحفاظ على معنويات مواطنيها، خصوصًا في ظل تزايد الانتقادات من العائلات والجنود أنفسهم.

تحاول الأحزاب الدينية الإسرائيلية، المشاركة في الحكومة، تمرير قوانين تعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، مما يزيد من تكلفة الاعتماد على جنود الاحتياط. الجيش يقوم باستدعاء هؤلاء الجنود لفترات طويلة، وسط تآكل مستمر في صفوف الجنود النظاميين. ولقد كُشف عن وجود شكاوى متزايدة من الجنود حول نموذج خدمة الاحتياط المعتمد، والذي يتطلب استدعاء الجنود لمدة شهرين ونصف في كل عام.

في ظل تصاعد العمليات العسكرية في غزة، تم تكثيف استدعاءات جنود الاحتياط لتغطية النقص المتزايد في عدد الجنود النظاميين. وفي الوقت الراهن، تواصل الحكومة والجيش الإسرائيلي الضغط على جنود الاحتياط، ومن المتوقع أن يبقى هذا الضغط مستمرًا في السنوات القادمة. وتعكس الأوضاع الحالية عدم استقرار الوضع الأمني والعتبات المرتفعة للاحتجاجات والمطالب الشعبية بشأن الخدمة في الجيش.

جاءت أدوات الضغط والتشريع من قبل الأحزاب الدينية في إطار التوترات المستمرة حول كيفية دمج طلاب المدارس الدينية في الخدمة العسكرية. تحدى اليهود المتدينون (الحريديم) القرارات الأخيرة للمحكمة العليا بشأن إلزامهم بالتجنيد، مما زاد من حدة الاحتجاجات في صفوفهم. الأمور المتعلقة بالخدمة العسكرية لا تزال تحت الأضواء، في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات متعددة في ميدان العمليات العسكرية والالتزامات المجتمعية.

من جهة أخرى، أكدت دراسة صادرة عن جامعة تل أبيب أن نحو 12% من جنود الاحتياط الذين شاركوا في العمليات العسكرية في غزة يعانون من أعراض حادة لاضطراب ما بعد الصدمة، ما يجعلهم غير مؤهلين للعودة للخدمة. ومنذ بداية الهجوم على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خسرت العديد من العائلات الفلسطينية أكثر من 179 ألف قتيل وجريح. الأوضاع الإنسانية تتفاقم، مما يخلق أزمات مستمرة على جميع الأصعدة، سواء كانت عسكرية أو نفسيّة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.