التوتر يتصاعد بين السعودية وروسيا خلف كواليس زيادة إنتاج أوبك+

توافق صعب بين السعودية وروسيا في أوبك+

قالت مصادر مطلعة على مناقشات أوبك+ إن المملكة العربية السعودية وروسيا واجهتا تحديات في التوصل إلى توافق حول سياسات المجموعة خلال الاجتماع الذي عقد يوم السبت. حيث كانت الرياض تضغط من أجل مشروعات تسريع زيادة إنتاج النفط بينما كانت موسكو تدافع عن ضرورة إبطاء هذه الزيادة. وقد تصاعدت حدة التوترات بين أقوى عضوي أوبك+ بعد فترة من التعاون السلس بينهما، حيث كان آخر تصادم بشأن السياسات بينهما في عام 2020 عندما انهارت أسعار النفط بسبب زيادة الإنتاج من جميع الأعضاء.

في الاجتماع الذي جرى يوم السبت، قرر ثمانية أعضاء رئيسيين في مجموعة أوبك+ زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً اعتباراً من يوليو، بعد زيادة سابقة مماثلة في مايو ويونيو. وتقوم المجموعة بإلغاء التخفيضات الطوعية التي دامت لعدة سنوات في محاولة لدعم السوق. وأكدت المصادر أن الاجتماعات السابقة كانت أكثر سهولة، بينما كانت المداولات الأخيرة أكثر تعقيداً. وقد ضغطت السعودية على أوبك+ لزيادة الإنتاج بأكثر من 411 ألف برميل يومياً، نظراً لأن بعض الأعضاء مثل قازاخستان والعراق لم يلتزموا بحصصهم واتجهوا إلى زيادة الإنتاج بشكل مفرط هذا العام.

ضغط على إنتاج النفط في أوبك+

خلال الاجتماع، دافعت روسيا بالإضافة إلى سلطنة عمان والجزائر عن وقف زيادة الإنتاج، مشيرين إلى أن الطلب قد لا يكون كافياً لتلبية الإمدادات الإضافية. ومع ذلك، تمكن الجانبان من التوصل إلى توافق حول زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً. ولم تعلن أي من المصادر عن هويتها بسبب حساسية الوضع. ولم يستجب كل من وزارة الطاقة السعودية ومكتب نائب رئيس الوزراء الروسي للطلبات التعليقية.

وأشارت أوبك+ في بيانها يوم السبت إلى أن قوة أساسيات سوق النفط وانخفاض المخزونات هما العنصران الأساسيان وراء زيادة الإنتاج الأخيرة. ومنذ بداية هذا العام، وافقت أوبك+ على زيادة إنتاج بمقدار 1.37 مليون برميل يومياً. وبحسب حسابات رويترز، لا يزال هناك تقريباً 4.5 مليون برميل يومياً من تخفيضات الإنتاج متاحة، والتي تم الاتفاق عليها خلال السنوات الخمس الماضية لدعم السوق.

يساهم عدد من العوامل في قدرة الأعضاء على زيادة الإنتاج، ومنها عدم الالتزام بالحصص وفقدان بعض المنتجين للطاقة الإنتاجية بسبب نقص الاستثمارات خلال السنوات السابقة. السعودية تحتفظ بأعلى طاقة فائضة تمكنها من زيادة الإنتاج بسرعة الاستحواذ على حصة أكبر في السوق، بينما تواجه روسيا تحديات في بيع براميلها الإضافية بسرعة نظراً للعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. ومن الملاحظ أن أوبك+، التي تضم نصف إنتاج النفط العالمي، كانت قادرة على تحقيق مزيد من الارتفاع في الأسعار، حيث زادت أسعار النفط بنسبة ثلاثة بالمئة يوم الاثنين لتتجاوز 65 دولاراً للبرميل.