اكتشاف ظاهرة غريبة في غلاف المريخ الجوي على يد العلماء

ظاهرة غريبة في الغلاف الجوي للمريخ

توصل فريق من العلماء في مجالات الكواكب والفيزياء الفلكية، بالتعاون مع باحثين في مجال رحلات الفضاء من عدد من المؤسسات في الولايات المتحدة ومؤسسة في فرنسا، إلى أول اكتشاف مباشر لعملية الرشح الجوي على كوكب المريخ. جاء ذلك في دراسة نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسز”، حيث استخدم الفريق بيانات جمعها مسبار مافن التابع لناسا. وقد تمكنوا من تحديد أن كثافة الأرجون في جزء من الغلاف الجوي للمريخ تختلف بناءً على سلوك الرياح الشمسية ومجالها الكهربائي، بينما تظل كثافة الأرجون ثابتة على ارتفاعات مختلفة، وهو ما ي提供 دليلاً على وجود الرشح الجوي.

التسرب الجوي

يُعرف الرشح الجوي بأنه العملية التي تُدفع فيها أيونات الرياح الشمسية بعض جسيمات الغلاف الجوي إلى الفضاء. لطالما كان لدى العلماء الذين يدرسون كوكب المريخ اعتقاد بأن هذه الظاهرة تلعب دورًا حاسمًا في جعل الكوكب جافًا وباردًا، ويعود ذلك إلى افتقار المريخ إلى مجال مغناطيسي قوي. شمل العمل الذي قام به الفريق تحليل بيانات الأقمار الصناعية على مدار تسع سنوات، إلى جانب بيانات من مسبار مافن، الذي يدور حول المريخ منذ أكثر من أحد عشر عامًا.

اكتشف العلماء أدلة تشير إلى أن كثافة الأرجون على ارتفاع 350 كيلومترًا فوق سطح الكوكب تتغير بناءً على موقع الشمس بالنسبة لجزء معين من الكوكب، في حين تبقى كثافة الأرجون أكثر استقرارًا بالقرب من السطح. استمرار هذا الرشح الجوي هو العامل المرجح وراء هذه التغيرات، كما أن تأثير العواصف الشمسية كان له دور في زيادة وضوح اختلافات كثافة الأرجون.

تشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن هناك رشحًا مستمرًا للغلاف الجوي على المريخ، وقد يستمر لفترة طويلة، مما يدعم النظريات حول مسؤوليته الأساسية عن فقدان المياه من سطح الكوكب وغلافه الجوي. كما يلفت الباحثون الانتباه إلى أن في مراحل سابقة من تاريخ المريخ، كانت الأشعة فوق البنفسجية من الشمس أكثر كثافة، مما يُحتمل أن يكون قد ساهم في ارتفاع مستويات الرشح الجوي.