في مثل هذا اليوم.. رضا عبد العال يسجل هدفا تاريخيا مع الأهلي

في عالم كرة القدم المصرية، يظل اسم رضا عبد العال رمزاً للإبداع والإصرار، حيث سطع نجمه في سماء الملاعب خلال العقود الماضية. كان ذلك اللاعب المهاجم المتميز قد رسم إحدى أبرز اللحظات في تاريخ النادي الأهلي، حينما غير مجرى المباريات بأهدافه الحاسمة. هذا الإرث يجسد كيف يمكن لإحدى الكرات أن تكتب تاريخاً جديداً، خاصة في أجواء المنافسة الشرسة للدوري المصري.

رضا عبد العال يسجل هدفاً تاريخياً بقميص الأهلي

في مثل هذا اليوم، في 18 مايو 1996، كان رضا عبد العال النجم البارز للأهلي يقود فريقه نحو النصر في مباراة حاسمة ضمن الأسبوع 23 من دوري الموسم 1995-1996. واجه الأهلي فريق شبين الكوم، حيث كانت المباراة تشهد توتراً شديداً مع اقترابها من التعادل، مما كان سيضاعف الفارق مع المنافس الرئيسي، الزمالك، إلى أربع نقاط. لكن في اللحظات الأخيرة، وبعد مرور 170 ثانية على نهاية الدقيقة 90، أطلق رضا عبد العال كرة قوية ودقيقة هزت شباك رضا الأشرم، حارس شبين. كان هذا الهدف القاتل بمثابة نقطة تحول، حيث ضمن للأهلي الحفاظ على فارق نقطتين فقط مع الزمالك، مما أبقى آمال الفريق في الاحتفاظ باللقب للعام الثالث على التوالي مشتعلة. اندلعت أفراح هائلة في الشوارع والملاعب، حيث غطت الهستيريا كل مكان به أنصار الأهلي في مصر وخارجها، مما جعل هذا الهدف حدثاً أسطورياً في سجلات النادي.

أكثر من مجرد هدف عادي، كان إنجاز رضا عبد العال السبب الرئيسي في تتويج الأهلي ببطولة الدوري بعد سلسلة من المنافسات الشرسة. استمرت الإثارة في الأسابيع التالية، حيث واجه الفريق تحديات متعددة، لكنه توج في النهاية بلقب أسطوري بعد مباراة تاريخية ضد الزمالك، التي أنهت الصراع لصالح الفريق الأحمر. على مدار مسيرته، لعب رضا عبد العال لمدة ستة مواسم متتالية مع القلعة البيضاء (الزمالك)، حيث برز كإحدى أبرز نجوم الشباك، سجل أهدافاً عديدة أصبحت جزءاً من تاريخ النادي. لكنه قرر الانتقال إلى الأهلي في صفقة هزت الصحافة المصرية، واستمرت كأحد أبرز القصص لمدة 45 يوماً. كانت القصة مليئة بالأحداث الدرامية، بدءاً من تحرير اللاعب محضراً شرطياً ضد الزمالك بسبب رفض مسؤوليه استلام إخطار يفيد بانتهاء تعاقده.

إنجازات الساحر الأحمر

مع انتقاله إلى الأهلي، أصبح رضا عبد العال رمزاً للإصرار والتميز، حيث وقع عقداً جديداً مقابل 625 ألف جنيه لمدة خمسة مواسم بعد أن خفضت إدارة الزمالك قيمة عقده من 45 ألف جنيه إلى 25 ألف جنيه. هذا الانتقال لم يكن مجرد خطوة مهنية، بل كان بمثابة فصل جديد في حياة اللاعب، حيث ساهم في تعزيز قوة الفريق الأحمر ومساعدته على تحقيق المزيد من الألقاب. على مدار مسيرته مع الأهلي، استمر في التألق، محولاً كل مباراة إلى فرصة لإبداعه. لقد جسد رضا عبد العال روح المنافسة الحقيقية في كرة القدم، حيث كان هدفه في ذلك اليوم ليس فقط فوزاً مؤقتاً، بل خطوة نحو إرث أكبر. اليوم، يُذكر هذا الحدث كدليل على كيف يمكن لإرادة واحدة أن تغير مسار التاريخ، مما يجعل اسم رضا عبد العال ملهماً لأجيال جديدة من اللاعبين المصريين. إن قصته تبرز أهمية الصمود أمام التحديات، سواء كانت على أرض الملعب أو خارجها، مشكلة نموذجاً للنجاح في عالم الكرة.