ضربت أعاصير قوية وسط الولايات المتحدة، مما أسفر عن كارثة إنسانية وحضرية كبيرة في ولايتي كنتاكي وميسوري، حيث سجلت السلطات وفاة عشرات الأشخاص وأضرارًا مادية هائلة. شهدت هذه المناطق موجات من العواصف الشديدة التي اجتاحت المناطق السكنية والطرق السريعة، مما أكد على مخاطر الطقس المتقلب في المنطقة.
أعاصير مدمرة تهز ولايتي كنتاكي وميسوري
في الوقت الذي شهدته ليلة الجمعة، ضربت العواصف الشديدة ولاية كنتاكي بقوة، مسببة وفاة لا تقل عن 14 شخصًا حسب تصريحات حاكم الولاية. أكدت السلطات أن العدد قد يرتفع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ بين أنقاض المباني المنهارة. ركزت الآثار الأكبر في جنوب شرق الولاية، حيث توفي تسعة أشخاص على الأقل في مقاطعة لوريل، بسبب إعصار غادر أدى إلى انهيار العديد من المنشآت وانقلاب السيارات على الطريق السريع “آي-75”. وفقًا للمأمور المحلي، يجري فرق الإنقاذ جهودًا مكثفة للبحث عن ناجين، بينما تم إنشاء ملجأ طارئ في مدرسة ثانوية لاستقبال المتضررين. في الجوار، تأثرت ولاية ميسوري بشكل كبير، حيث سجلت سبع وفيات على الأقل، مع خمس وفيات في مدينة سانت لويس وحدها. أدت هذه العواصف إلى تدمير أكثر من 5000 منزل وانهيار العديد من المباني، مما أجبر العمدة على إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول ليلي في المناطق الأكثر تضررًا. وصف العمدة الوضع بأنه “مروع”، مع خسائر في الأرواح تجاوزت المتوقع، وأضرار تشمل تدمير المناطق التاريخية مثل “فورست بارك”.
عواصف شديدة تؤدي إلى خسائر إنسانية ومادية
أكدت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية أن إعصارًا عنيفًا ضرب منطقة سانت لويس بعد ظهر الجمعة، حيث بلغت سرعة الرياح نحو 100 ميل في الساعة، مما أسفر عن أضرار جسيمة امتدت إلى مناطق واسعة. نقلت المستشفيات في المدينة بين 50 إلى 60 شخصًا مصابين، بما في ذلك 15 طفلاً، وفقًا للبيانات الصحية المحلية. في مقاطعة سكوت جنوبي ميسوري، أسفرت العواصف عن وفاة شخصين آخرين وإصابات متعددة، كما أشار الشريف المحلي إلى أن الإعصار دمر منازل بالكامل وغير معالم المنطقة بشكل كبير. ومع ذلك، فإن الخطر لم ينتهِ بعد، حيث حذر مركز التنبؤ بالعواصف من استمرار العواصف الرعدية الشديدة في السهول الجنوبية وشمال تكساس، مع توقعات سقوط برد كبير ورياح مدمرة قد تؤدي إلى أعاصير إضافية. حسب بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أسفرت الأعاصير عن وفاة 54 شخصًا في الولايات المتحدة خلال عام 2024 وحده، مع تحذيرات من أن الطقس القاسي قد يستمر في ضربه البلاد حتى مطلع الأسبوع القادم. هذه الحوادث تبرز الحاجة الملحة لتحسين الإجراءات الوقائية وتعزيز الاستعداد لمثل هذه الكوارث الطبيعية، التي تؤثر على حياة الملايين وتضع تحديات كبيرة أمام المجتمعات المحلية في التعافي والإعادة بناء ما دمر.
تعليقات