في الربع الأول من عام 2025، قام المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” بالتعاون مع منصة تليجرام بجهود مكثفة لمكافحة انتشار المحتويات المتطرفة عبر المنصات الرقمية. هذه الجهود تشمل إزالة ملايين المواد التي تعزز الأفكار المتطرفة وإغلاق القنوات المستخدمة في نشر الدعاية السلبية.
جهود مكافحة الفكر المتطرف في عام 2025
شهد الربع الأول من عام 2025 تطوراً ملحوظاً في التعاون بين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” ومنصة تليجرام، حيث تم إزالة أكثر من 16 مليون مادة متطرفة. هذه المواد كانت تشمل صوراً، فيديوهات، ونصوصاً تعمل على تعزيز الأفكار المتطرفة وتجنيد الأفراد نحو أنشطة غير قانونية. بالإضافة إلى ذلك، أدى التعاون إلى إغلاق 1,408 قناة كانت تستخدمها التنظيمات المتطرفة لنشر دعايتها، مما يعكس التزاماً قوياً بتعزيز الأمان الرقمي. يعتبر هذا الإنجاز خطوة حاسمة في مواجهة التحديات التي تواجه العالم الرقمي، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بؤرة للأفكار السلبية التي تهدد السلام والاستقرار. المركز “اعتدال”، الذي يعمل كمرجع عالمي في هذا المجال، ركز على استخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتحديد وإزالة هذه المواد بسرعة، مما يقلل من تأثيرها على المجتمعات المحلية والعالمية.
محاربة الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت
يُعد التعاون بين “اعتدال” وتليجرام نموذجاً لمحاربة الدعاية المتطرفة، حيث يركز على تعزيز الآليات الوقائية لمنع انتشار الأفكار الضارة. هذا الجهد ليس محصوراً في إزالة المحتويات فحسب، بل يشمل تعليم المستخدمين وتوعيتهم بمخاطر التعرض للدعايات المتطرفة، مما يساعد في بناء مجتمعات أكثر إدراكاً وصموداً. على سبيل المثال، تم تطوير برامج تثقيفية تركز على الشباب، الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة للتأثير، لتعريفهم بكيفية التعرف على المحتويات المشبوهة وإبلاغ السلطات عنها. هذه الاستراتيجيات لعبت دوراً كبيراً في تقليل انتشار الرسائل المتطرفة، حيث أدت إلى زيادة الوعي العام وتعزيز الشراكات بين المنصات الرقمية والمؤسسات الحكومية. ومع ذلك، يواجه المجتمع الرقمي تحديات مستمرة، مثل تطور تقنيات التشفير التي تستخدمها الجماعات المتطرفة للتهرب من الرقابة. لذا، يستمر “اعتدال” في تطوير أدوات أكثر فعالية لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على الاستدامة والتكيف مع التغييرات التكنولوجية. في الختام، تُظهر هذه الجهود كيف يمكن للتعاون بين المنظمات غير الحكومية والمنصات الرقمية أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ملموسة في مجال مكافحة التطرف، مساهمة في بناء عالم أكثر أمناً وتسامحاً.
تعليقات