رابط مثير بين بكتيريا الأمعاء والتصلب المتعدد.. استشاري يكشف التفاصيل

انتشرت أقاويل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي حول العلاقة المحتملة بين بكتيريا الأمعاء الضارة ومرض التصلب المتعدد (MS)، مما دفع إلى استكشاف هذا الرابط العلمي. في الواقع، تلعب بكتيريا الأمعاء دورًا حاسمًا في تنظيم جهاز المناعة، حيث تساعد في تدريبه منذ مرحلة الطفولة. عندما يكون هناك توازن صحي بين البكتيريا الجيدة والسيئة، يبقى جهاز المناعة متزنًا، مما يمنع هجماته على الجسم نفسه أو انتشار الجراثيم دون قيود. ومع ذلك، إذا حدث تغيير في تركيبة هذه البكتيريا، فقد تؤدي إلى تغييرات في سلوك المناعة، مما يمكن أن يؤدي إلى حالات مثل التصلب المتعدد.

رابط بكتيريا الأمعاء والتصلب المتعدد

هناك ارتباط واضح بين بكتيريا الأمعاء ومرض التصلب المتعدد، كما أكدت الدراسات الحديثة. يُعاني الأشخاص المصابون بـMS من تركيبة مختلفة للبكتيريا في أمعائهم مقارنة بالأفراد الأصحاء، حيث قد تكون بعض الأنواع أقل أو أكثر انتشارًا. هذا الاختلال يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة، مما يعزز الالتهابات أو يعيق تنظيمها. التصلب المتعدد هو اضطراب مناعي ذاتي، حيث يهاجم جهاز المناعة غلاف الأعصاب (الميالين)، ويُعتقد أن التغييرات في الميكروبيوم الأمعائي تساهم في تطور المرض أو تفاقمه. على سبيل المثال، البكتيريا غير المتوازنة قد تنتج مواد سامة تؤدي إلى تسرب الأمعاء، مما يسمح بمرور العناصر الالتهابية إلى الدم وتفعيل استجابة مناعية مفرطة. كما أن هناك جهود بحثية لاستخدام طرق مثل البروبيوتيك، تغيير الحمية الغذائية، أو حتى زراعة البراز لتعديل بكتيريا الأمعاء كمساعد في علاج MS، على الرغم من أن هذه الطرق لا تزال في مراحل تجريبية.

دور الميكروبيوم في التصلب المتعدد

في حالة الإصابة بالتصلب المتعدد، يحدث اختلال في توازن الميكروبيوم الأمعائي، حيث تنخفض كمية البكتيريا المفيدة وتزداد الأنواع التي تعزز الالتهابات. هذا الخلل يؤثر مباشرة على الخلايا المناعية، مثل خلايا Th17، التي تبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم، خاصة غلاف الأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي هذا الاختلال إلى زيادة الالتهاب العام، حيث تنتج البكتيريا الضارة مواد تسمح بتسرب المواد الالتهابية إلى الدورة الدموية، مما يفاقم الاستجابة المناعية. أيضًا، يؤثر على الخلايا التنظيمية مثل الخلايا التائية التنظيمية (Tregs)، التي تكون مسؤولة عن تهدئة جهاز المناعة. عندما يضعف عمل هذه الخلايا بسبب الميكروبيوم غير الصحي، يصبح الالتهاب الذاتي أكثر انتشارًا وصعوبة في السيطرة عليه. هذه التفاعلات تجعل فهم دور الميكروبيوم أمرًا حيويًا لتطوير استراتيجيات علاجية فعالة. في الختام، يبرز هذا الرابط كمجال واعد للأبحاث، حيث يمكن أن يساعد في منع أو تخفيف أعراض التصلب المتعدد من خلال الحفاظ على صحة الأمعاء.