كشف القنصل العام الفرنسي في جدة، محمد نهاض، خلال حديثه لقناة “أخبار 24″، أن عملية إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة “شنغن” هي أمر تحت التنفيذ حاليًا، لكنها لن تكتمل بسرعة كبيرة. وذلك بسبب التعقيدات المتعلقة بدول الاتحاد الأوروبي، التي تشمل 27 دولة، مما يتطلب تنسيقًا شاملاً وإجراءات قانونية دقيقة. ومع ذلك، أكد نهاض أن هذا الإعفاء يمثل خطوة مهمة نحو تسهيل الحركة بين المملكة العربية السعودية وأوروبا، مع التركيز على ضمان نظام سفر آمن ومفيد للجميع. هذا الإعلان جاء في سياق نقاشات مستمرة حول تعزيز العلاقات بين الدولتين، حيث يعكس التزام الجانبين بتطوير آليات السفر الدولي.
الإعفاء من تأشيرة شنغن: الجهود الجارية
في الوقت نفسه، أوضح القنصل الفرنسي أن السعوديين بات بإمكانهم الآن الحصول على تأشيرة “شنغن” صالحة لمدة خمس سنوات منذ الطلب الأول، وهو ما يعكس الجهود المبذولة لتسريع الإجراءات. هذا التغيير يأتي كرد فعل مباشر من القنصلية الفرنسية لتلبية احتياجات الزوار السعوديين، حيث تم العمل على تبسيط الخطوات الإدارية لجعلها أكثر كفاءة. كما أشار نهاض إلى أن فرنسا قد أطلقت مركزًا جديدًا في جدة مخصصًا لاستقبال طلبات التأشيرات، بالإضافة إلى المركز الموجود بالرياض. هذا المركز يمثل خطوة فريدة، إذ أن فرنسا هي الدولة الوحيدة ضمن دول الاتحاد الأوروبي التي تمتلك مركزًا متخصصًا يشمل أقسامًا مخصصة للطلاب وقسمًا “VIP” لخدمة العملاء ذوي الاحتياجات الخاصة. هذه التحسينات تهدف إلى تقليل الإجراءات الروتينية وزيادة عدد الزيارات، مع التعبير عن أمل فرنسا في استقبال المزيد من السياح والزوار السعوديين، الذين يُعتبرون جزءًا أساسيًا من التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
تسهيل إجراءات السفر للسعوديين
بالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا الإعلان في خلفية نقاشات واسعة حول إعفاء مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة السعوديين، من التأشيرات لدخول دول “شنغن”. هذا الموضوع كان محور جدل كبير مؤخرًا، خاصة بعد التأكيدات الصادرة عن القمة الخليجية الأوروبية الأخيرة، التي شددت على ضرورة العمل نحو ترتيب سفر خالٍ من التأشيرات، مع التركيز على الأمان والفائدة المتبادلة. خلال اجتماع خليجي أوروبي رفيع المستوى عقد قبل شهر، تم مناقشة تطورات هذا الملف، حيث أكد الأمين العام لمجلس التعاون على أهمية تحقيق تقدم ملموس في هذا الاتجاه. ومع اقتراب تطبيق نظام الدخول والخروج الجديد “ESS” اعتبارًا من 10 نوفمبر المقبل، الذي يعتمد على تقنية إلكترونية لتقليل وقت الانتظار وإلغاء الختم التقليدي، يبدو أن هناك دفعة قوية نحو تبسيط الإجراءات. هذا النظام سيسهم في جعل عملية السفر أكثر سلاسة، مما يدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الروابط بين الشرق الأوسط وأوروبا. في الختام، يؤكد القنصل الفرنسي أن أبواب فرنسا مفتوحة على مصراعيها أمام السعوديين، مع رغبة حقيقية في تعزيز التبادلات الثقافية والسياحية، وهو ما يعكس الرؤية المشتركة لمستقبل أكثر اندماجًا وتعاونًا بين الدولتين.
تعليقات