أكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، على تنفيذ سلسلة من المشروعات الرائدة لتعزيز توطين التكنولوجيا الصناعية في مصر، مع التركيز على الابتكار والاستدامة البيئية. هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز القدرات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات، من خلال استثمارات ضخمة في قطاعات متعددة مثل الغزل والنسيج، والأدوية، والسيارات، والطاقة النظيفة.
توطين التكنولوجيا الصناعية: خطوات نحو التنمية المستدامة
في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز أداء الشركات التابعة، تم تنفيذ مشروع قومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج، الذي يشمل سبع شركات عبر الجمهورية باستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية. اكتملت مرحلته الأولى نهاية العام الماضي، بينما تجري أعمال المرحلتين الثانية والثالثة لإنهاء المشروع بنهاية العام الجاري. كما شهد قطاع الأدوية تطويرات هامة، حيث تم تحقيق التوافق مع معايير التصنيع الجيد (GMP) في ثماني شركات تابعة، مع تطوير الخطوط الإنتاجية والمخازن. من بين المشروعات البارزة، توطين إنتاج المواد الخام الفعالة بشركة النصر للكيماويات الدوائية، وصناعة المستحضرات البيولوجية بشركة النيل للأدوية، إلى جانب مشروعي الهرمون بشركة “سيد” للأدوية وإنشاء منطقة إنتاجية جديدة للأقراص الجافة بشركة العربية للأدوية.
أما في مجال السيارات، فقد تم إحياء شركة النصر لصناعة السيارات من خلال إنتاج خمس حافلات أسبوعيًا بمواصفات عالمية، بالإضافة إلى مشروع إنتاج الحافلات الكهربائية بالتعاون مع شركات سنغافورية تايوانية وإماراتية. يشمل ذلك تجميع البطاريات والشاسيهات، مع تطوير خطوط إنتاج سيارات الركوب في مصنع (4). في السياق نفسه، تشمل مشروعات إعادة التدوير إنتاج ألياف البوليستر من زجاجات المياه البلاستيكية وأقمشة المخلفات بشركة مصر للحرير الصناعي، وإعادة تدوير الخبث بشركة مصر للألومنيوم لإنتاج 8000 طن سنويًا، بالإضافة إلى محطة معالجة الصرف الصناعي بشركة النصر للأسمدة لتغطية 85% من احتياجاتها من المياه.
تطوير الصناعات المحلية لتحقيق الاقتصاد الأخضر
يمتد التحول نحو الاقتصاد المستدام ليشمل مشروعات الطاقة النظيفة، مثل إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميجاوات بشركة مصر للألومنيوم بالتعاون مع شركة سكاتك النرويجية، وإنتاج الألومنيوم الأخضر بطاقة 600 ألف طن سنويًا. كما تشمل هذه المجال إنشاء وحدة لإنتاج الزجاج المستخدم في ألواح الطاقة الشمسية بشركة النصر للزجاج، ومصنع للأمونيا الخضراء بطاقة 1000 طن يوميًا بشركة النصر للأسمدة. في سبيل تعظيم عوائد الأصول، تجري مشروعات مثل إنتاج السلك بطاقة 60 ألف طن سنويًا بشركة مصر للألومنيوم، وإعادة تأهيل مصنع الفيروسليكون بشركة كيما للأسمدة بأسوان لتحقيق عوائد تصل إلى 1.8 مليون دولار سنويًا.
في قطاع السياحة والتشييد، يتم تنفيذ مشروعات مثل إحياء فندق الكونتيننتال التاريخي وتطوير فندق النيل ريتز كارلتون، بالإضافة إلى مشروع منتجع كارنيليا بيتش بمرسى علم. كما تشمل قطاع التشييد تطوير مدينة نيو هليوبوليس ومشروع جراند فيو سموحة، الذي يضم 13 برجًا سكنيًا تجاريًا. تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص يفتح فرصًا جديدة، مثل مشروعات الغزل والنسيج في مساحات غير مستغلة، وزيادة الطاقة الإنتاجية بشركة مصر للألومنيوم، وإنشاء مصنع لرفع تركيز خام الفوسفات. هذه المبادرات تؤكد التزام مصر ببناء اقتصاد قوي ومستدام، يعتمد على الابتكار والشراكات الاستراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة.
تعليقات